وكان يسكن بها شخص من السخفاء يقول عن نفسه : «أنا السفياني وسأركب على الناس (١)».
«تربة موسى الحاجب» :
هذه بالقرب من باب المقام ؛ تشتمل على بوابة. وعليها قبو. وإلى جانبها حوض ماء. وكان يأتي إليه الماء من قناة حيلان.
[موسى بن عبد الله الناصري]
أنشأها موسى بن عبد الله الناصري ؛ الأمير شرف الدين ، نائب السلطنة بالبيرة. ثم حاجب حلب. قال ابن حبيب : كان إماما كبيرا عارفا خبيرا ، أحسن السياسة جزيل الرئاسة ، ذا نعمة وافرة ، وحشمة وجوهها سافرة. وخول وخيل ، وسير إلى الخير فسبق السيل ، ولي الحجوبية بحلب عدة أعوام (٢). وأظهر من مباشرته بالدخيرة خواطر الأقوام ، ثم انتقل إلى البيرة. فأحسن فيها السيرة ، واستمر على الصوت والصيت إلى أن لحق بجوار من يحيي ويميت.
مات بالبيرة سنة ست وخمسين وستمائة ، ودفن بالتربة التي أنشأها ظاهر حلب ، وهو من أبناء السبعين.
وخارج مدفنه مدرسة له كان نظرها بيد شيخ من الحنفية فانتزع النظر منه العلامة محب الدين بن الشحنة. وكان الواقف جده لأمه. وكان كثيرا ما ينشد :
تشفع بالنبي فكل عبد |
|
يجار إذا تشفع بالنبي |
ولا تجزع إذا ضاقت أمور |
|
فكم لله من لطف خفي |
__________________
(١) قيل أن نسبه أي السفياني المعني يعود إلى أبي سفيان. ويجتمع حوله الناس. ويشكل جيشا يقوم بأعمال التخريب ويكون ذلك في آخر الزمان. والله أعلم.
(٢) في الأصل : مدة.