الداعي يوم المهجم في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. وكان أخوه علي قد ولاه حصن التعكر وهذا الحصن على الجبل المطل على ذي جبلة. وهي في سفحه. وهي مدينة بين نهرين جاريين في الصيف والشتاء.
وكان عبد الله بن محمد الصليحي قد اختطها في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وحشر إليها الرعايا من محلا (١) وجعفر.
وقال علي بن محمد بن زياد الماربي ؛ وكانت ذو جبلة للمنصور بن المفضل أحد ملوك آل الصليحي فأخذها منه الداعي محمد بن سبأ :
بذي جبلة شوق إليك وإنها |
|
لتظهر للشيخ الذي ليس يضمر |
عوائد للغيد الغواني فإنها |
|
عن الشيخ نحو ابن الثلاثين تنفر |
ومولد الأشرف المذكور في غرة صفر سنة ثمان وأربعين بقفط.
وله ولد آخر وهو القاضي المؤيد أبو إسحاق إبراهيم وكان الأشرف قد خرج من قفط في سنة اثنين وسبعين وخمسمائة في الفتنة التي كانت بها بسبب الإمام الذي أقاموه وكان من بني عبد القوي الداعي ، وادعى أنه داود بن العاضد فيها. ونفذ صلاح الدين يوسف بن أيوب أخاه العادل أبا بكر فقتل من أهل قفط نحو ثلاثة آلاف وصلبهم على شجرها بظاهر قفط بعمائمهم وطيالسهم (٢). (٨٢ ظ) ف
__________________
ـ إلى أن خلفه بمذهبه وقام بنشره في اليمن ليتمكن من ضم اليمن تحت لوائه بشكل لا مثيل له. واستمر إلى أن سافر قاصدا الحج حيث هجم عليه سعيد الأحوال بن نجاح في سبعين فارسا في موقع يدعى (المهجم) فقتلاه وأخاه عبد الله (المذكور) عام ٤٧٣ ه. ثم بعد ٨ سنوات دبرت الحرة الصليحية زوجة علي قتل سعيد الذي غنم الكثير مدة حكمه.
(زامباور : ١٨٣) ؛ (وفيات الأعيان : ٣ / ٤١١) ؛ (سير اعلام النبلاء : ١٨ / ٣٥٩)
(١) ذكر ياقوت قريه تدعى (محلّة) : قرية من قرى ذمار بأرض اليمن. (معجم البلدان : محلّة)
(٢) (معجم البلدان : قفط).