[عبر](١) :
ومن هذا القبيل الرجل الذي سمع بقوله عليه السلام إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده. فقال : أنا أدري أين باتت. فأصبح فوجدها قد دخلت في دبره.
ومن قبيل ذلك أيضا ما رواه البيهقي عن الأوزاعي قال : كان عندنا رجل يسافر يوم الجمعة يصطاد ولا ينتظر الجمعة فخرج يوما فخسف ببغلته فلم يبق منها إلا أذناها ، وروي عن مجاهد أن قوما سافروا يوم الجمعة حين زوال الشمس عليهم خيامهم [فاحترقوا](٢) من غير أن يوروا نارا.
ومن هذا القبيل أيضا ما روي عن أبي يحيى الساجي قال : كنا نمشي في أزقة البصرة إلى باب بعض المحدثين فأسرعنا المشي وكان معنا رجل ماجن متهم في دينه. فقال : ارفعوا أرجلكم (٣) عن أجنحة الملائكة لا تكسروها ، كالمستهزىء ، أي بقوله صلى الله عليه وسلم : «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يصنع». فما زال من موضعه حتى خفت رجلاه ، وسقط ، انتهى.
وكان في أصحاب الحديث رجل خليع فسمع الحديث الشريف المشار إليه فجعل في نعليه مسامير من حديد وقال أريد أن أطىء أجنحة الملائكة فصابته الأكلة في رجليه ، والآفات في نظير ذلك كثيرة ، نسأل الله العافية والسلامة.
[ومنها] : سنة (٤) أربعين وثمانمائة فيها كان ابتداء الطاعون بحلب ، واستمر يظهر مرة ويخفى أخرى إلى سنة إحدى وأربعين وثمانمائة فظهر ، وانتشر. وفشى ومات فيه خلق كثير من الناس.
__________________
(١) الفقرة بكاملها ليست مذكورة في (م) ، (ف) أضفناها عن (م*).
(٢) لعلها كما أضفنا.
(٣) استدركت على الهامش في (م*).
(٤) ليست واردة في (م) ، (ف) أضفناها عن (م*).