اعلم وفقك الله ، وبصّرك بعيوب نفسك أنّا ترجمنا بعض الخلفا [ء] والملوك هنا ليعتبر الناظر في تراجمهم ، ويعلم أنه لا بقا [ء] له في الدنيا. وأنه (١) لا دواء للموت ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : «ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء إلا الموت ؛ وفي رواية إلا الهرم». ونستفتح هذا الفصل بمواعظ.
ويقال : لا يدرك البقاء إلا بالدوا [ء]. والشقي من جمع لغيره وضنّ على نفسه بخيره.
ويقال : مدة العمر قليلة ، وصحة النفس مستحيلة.
ومن لم يعتبر بالأيام ولم ينزجر بالملام لكن (٢) يثور.
قال الأول : بيت :
إذا قسى القلب لم تنفعه موعظة |
|
كالأرض إن سبخت لم ينفع المطر. |
منهم :
الملك الظاهر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (٣)
مدفون بالمدرسة السلطانية (٤) تحت قلعتها ؛ وهو :
أبو الفتح ، وأبو منصور. كان مهيبا ، حازما ، كثير الاطلاع على أحوال رعيته واختبار الملوك ، عالي الهمة ، حسن التدبير ، باسط العدل ، محبا للعلماء ، مجيزا
__________________
(١) م : العبارة : (أنه لا دواء للموت ..... وحتى ... هذا لفصل بمواعظ). استدركت على الهامش الأيسر وبخط مغاير.
(٢) م : العبارة : (لكن يثور .. وحتى .. لم ينفع المطر). استدركت في أعلى الصفحة وبخط مغاير.
(٣) انظر : (المختصر : ٣ / ١١٧)
(٤) المدرسة السلطانية : وتعرف بالمدرسة الظاهرية الجوانية ، وتقع قبالة قلعة حلب وسترد في فصل المدارس.