ومطروف العين
بالضلالة ، لا يفيق من سكرة الهوى ، فيتبين الطريقة المثلى ، وبين عالم بفضلهم ،
خابر بطيب فرعهم ، وأصلهم ، يكتم معرفته معاندة ، ويغالط نفسه مكايدة ، ترجيبا لغرس قد غرسه ، وتوطيدا لبناء قد أسسه
، وتنفيقا قد قامت له ، وائتجارا
لجماعة قد إلتفت عليه.
وكل ذلك طلبا لحطام هذه الدنيا ، الوبيل
مرتعها ، الممر مشربها ، المنغص نعيمها ، وسرورها ، المظلم ضياؤها ونورها ،
الصائرة بأهلها إلى أخشن المصارع ، بعد ألين المضاجع ، والناقلة لهم إلى أفزع
المنازل ، بعد أمن المعاقل ، على قرب من المعاد ، وعدم من الزاد ، ثم تتقلب بهم
إلى حيث « تجد كل
نفس ما عملت من خير محضرا ، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيداً » .
فعاقني عن إجابتك ـ إلى ملتمسك ـ مالا
يزال يعوق من نوائب الزمان ، ومعارضات الايام إلى ان أنهضني إلى ذلك اتفا اتفق لي
فاستثار حميتي ، وقوى نيتي ، واستخرج نشاطي وقدح زنادي ، وذلك أن بعض الرؤساء ـ
ممن غرضه القدح في صفاتي ، والغمز لقناتي ، والتغطية على مناقبي ، والدلالة على
مثلبة ـ إن كانت لي ـ لقيني ، وأنا متوجه عشية عرفة من سنة ثلاث وثمانين هجرية ،
إلى مشهد مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر ، وأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهماالسلام ، للتعريف هناك ، فسألني عن متوجهي فذكرت
له إلى أين مقصدي ، فقال لي : متى كان ذلك؟ يعني ان جمهور الموسويين جارون على
منهاج واحد في القول بالوقف ، والبرائة ممن قال بالقطع ، وهو عارف بان الامامة
مذهبي ، وعليها عقدي ومعتقدي ، وإنما أراد التنكيت لي ، والطعن على ديني ، فأجبته
في الحال بما إقتضاه كلامه ، واستدعاه خطابه ، وعدت وقد قوى عزمي ، على عمل هذا
الكتاب إعلانا
ـــــــــــــــ