الحرّاني (١٣) ، فتصدق بجملته على جماعة من الشيعة المقيمين بدهلي من أهل الحجاز والعراق.
وأهل الهند لا يورّثون بيت المال ، ولا يتعرضون لمال الغرباء ، ولا يسألون عنه ، ولو بلغ ما عسى أن يبلغ ، وكذلك السودان لا يتعرضون لمال الأبيض ولا يأخذونه ، إنما يكون عند الكبار من أصحابه حتى يأتى مستحقه (١٤).
وهذا الشريف أبو غرّة (١٥) ، له أخ اسمه قاسم سكن غرناطة مدة ، وبها تزوج بنت الشريف أبي عبد الله بن ابراهيم الشهير بالمكّي ، ثم انتقل إلى جبل طارق فسكنه إلى أن استشهد بوادي كرّة (١٦) من نظر الجزيرة الخضراء ، وكان بهمة من البهم لا يصطلى بناره ، خرق المعتاد في الشجاعة ، وله فيها أخبار شهيرة عند الناس ، وترك ولدين هما في كفالة ربيبهما الشريف الفاضل أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن نفيس الحسيني الكربلائي الشهير ببلاد المغرب بالعراقي (١٧) ، وكان تزوج أمهما بعد موت أبيهما فماتت عنده وهو محسن لهما جزاه الله خيرا.
__________________
(١٣) الحرّاني بالحاء ، كما يوجد في مخطوطة الخزانة الملكية ، ولم نجد له ترجمة فيما نتوفر عليه من مصادر فهل القصد إلى الحسن الحلي؟ درر ٢ ، ١٥٨؟
(١٤) آثار ابن بطوطة هنا مسألتين فقهيتين : الأولى : بيت المال الذي يعتبره المالكية عاصبا خلاف ما عند الهند ، والثانية مال الأجانب الذي نجد الفقهاء يجعلونه لأهل دينه من كورته ـ يراجع باب الجهاد وباب التركة من مختصر الشيخ خليل ...
(١٥) قصة أبي غرة سمع بها ابن بطوطة في الهند وليس في النجف هذا وانّ ـ الفقرات التي أتى بها ابن بطوطة حول الشريف قاسم هنا تعتبر من الأهمية بمكان نظرا لما تقدمه من معلومات هامة تتناول بعض الأعلام الشخصية والأسماء الجغرافية التي لو وجدنا ما يسندها لملأت فراغا في تاريخ علاقات أشراف الحرمين بالأندلس والمغرب ، ولملأت فراغا فيما يتصل بالمعركة التي استشهد فيها قاسم الحسيني ولملأت الحرمين بالأندلس والمغرب ، ولملأت فراغا فيما يتصل بالمعركة التي استشهد فيها قاسم الحسيني ولملأت فراغا فيما يتصل بصهر الشهيد قاسم الخ ، ومع اننا لم نجد لحدّ الآن أثرا لتلك الإفادات إلا أننا نؤمن دائما بمصداقية الرحالة المغربي ـ الدرر ٢ ، ٧٥ ـ ٢٠٤ ـ راجع التعليق رقم ٩ والتعليق ٧٣ من الفصل السابق.
(١٦) وادي كرة : الكتابة الصحيحة للكلمة : وادي كرت ، ويسمى أيضا وادي كورتش Guada cortes. وفي كورتش أقام عبد الملك الجد الأعلى لمحمد بن أبي عامر الشهير بالمنصور عند ما قدم صحبة طارق بن زياد ، وإليه ينتسب فتح حصن قرطاجنة ، وقد ذكره محمد بن حسين في بعض أمداحه للمنصور :
وإنك من عبد المليك الذي له |
|
حلى فتح قرطاجنة وانتهابها |
ويجري هذا الوادي عبر باريوس Los Barrios حيث يصب في خليج الجزيرة الخضراء ... زودني بهذه المعلومات الزميل الأستاذ خواكين فالفى عضو الآكاديمية الملكية للتاريخ بمدريد. انظر ابن عذارى البيان المعرب II تحقيق كولان وبر فنصال أما عن الغزوة المشار إليها فيعتبر ابن بطوطة هو المصدر الأساس لها ويمكن في نظري ـ أن تكون هي المشار إليها في الرسالة التي حررها ابن الخطيب على لسان مليكه ... النفح ٦ ص ٣٧٥.
(١٧) تذكر المصادر المغربية أن أبا عبد الله هذا كان حيا عام ٧٦٠ ـ ١٣٥٩ ، زمن السلطان أبي سالم المريني المبايع في هذا التاريخ ، ونحن نرى أن ابن بطوطة يتحدث عنه بقوله (جزاه الله خيرا) مما يعنى أنه معاصر له ويعرفه ... وقد وقفت على طرة في مخطوطة ابن بطوطة بباريز التي تحمل رقم ٢٢٨٨ نقلا عن خط الشيخ محمد المسناوي تقول ما يلي : هذا السيد الشهير هو من أجداد الشرفاء العراقيين بفاس وهو أول من قدمها منهم حسبما يظهر من بعض رسوم شرفهم التي وقفنا عليها". وهذا ما نقلته مخطوطة" الإشراف على بعض من حل بفاس من مشاهير الأشراف" تأليف الشيخ الطالب ابن الحاج الذي نعلم أن مرسوم تعيينه قاضيا على فاس تلي على منبر جامع القرويين يوم الأربعاء ٢٧ ذي القعدة ١٢٧٢ ، الكتاني : السلوة ١ ، ١٥٧ ـ التازي : تاريخ القرويين ج ٢١٧ ـ III التاريخ الدبلوماسي للمغرب ج ٧ ص ٢٠٦ التعليق ١٣.