ذكر بعض أمراء مصر
منهم ساقي الملك الناصر وهو الأمير بكتمور (١٢٢) ، وضبط اسمه بضم الباء الموحدة وكاف مسكن وتاء معلوة مضمومة وآخره راء ، وهو الذي قتله الملك الناصر بالسّم ، وسيذكر ذلك. ومنهم نائب الملك الناصر أرغون الدّوادار (١٢٣) ، وهو الذي يلي بكتمور في المنزلة وضبط اسمه بفتح الهمزة وإسكان الراء وضم الغين المعجمة.
ومنهم طشط (١٢٤) المعروف بحمّص أخضر ، واسمه بطاءين مهملين مضمومين بينهما شين معجم ، وكان من خيار الأمراء ، وله الصدقات الكثيرة على الأيتام من كسوة ونفقة وأجرة لمن يعلّمهم القرآن ، وله الإحسان العظيم للحرافيش (١٢٥) وهم طائفة كبيرة أهل صلابة وجوه ودعارة ، وسجنه الملك الناصر مرة فاجتمع من الحرافيش آلاف ووقفوا بأسفل القلعة ونادوا بلسان واحد : يا أعرج النحس ، يعنون الملك الناصر ، أخرجه ، فأخرجه من محبسه وسجنه مرة أخرى ففعل الأيتام مثل ذلك فأطلقه.
ومنهم وزير الملك الناصر يعرف بالجمالي (١٢٦) بفتح الجيم ، ومنهم بدر الدين بن
__________________
(١٢٢) كان بكتمر (يضبط عند آخرين بفتح الباء والتاء) من مماليك المظفر بيبرس ، فلما استقر الناصر في السلطنة دخل في مماليكه وتنقل إلى أن صار خصيصا بالناصر وعظم قدره جدا ، وكان الناصر لا يفارقه ليلا ولا نهارا ... كان ظريف الشكل حلو الكلام أشقر أسود اللحية ... وتمكن إلى أن صار هو العبارة عن الدولة وكان يقضي حوائج الناس ويتلطف بهم ... كثرت أمواله جدا ... حج مع السّلطان في تجمّل هائل ... وتنكر النّاصر له في الطريق ... فكان ما كان مما يفسر صراخ زوجة الناصر وأم ولده أحمد وقد قتل مع بكتمر ـ صراخها في وجه الناصر قائلة : " تقتل مملوكك فابني إيش عمل؟! توفي أوائل ٧٣٦ ـ ١٣٣٥ ـ. ابن حجر : الدرر الكامنة ٢ ، ١٩ ـ ٢٠ ـ ٢١.
(١٢٣) أرغون عهد إليه بهذه المهمة : الدّوادار (رئيس الكتاب) ثم أصبح نائبا لملك مصر في عام ـ ١٣١٢ ٧١٢ ثم نقله إلى ولاية حلب بعد عام ٧٢٦ ـ ١٣٢٦ حيث أدركه أجله في ربيع الأول ٧٣١ ـ ١٣٣٠ ـ ١٣٣١ الدرر الكامنةI ص ٣٧٤.
(١٢٤) هو الأمير طشتمر البدري المعروف" بحمّص أخضر" لانه كان يحب أكله فلقّب به! اشترى كعبد من لدن الملك الناصر ثم لم يلبث أن سمي حاكما لصفد وحلب وقد آل أمره إلى السجن في الكرك ثم فر أوائل محرم ٧٤٣ ـ يونيه ١٣٤٢ إلى بلاد الروم وتنقلت به الأحوال إلى أن مات أثناء سنة ٧٤٣ المذكور.
(١٢٥) الحرافيش : يقصد إلى طائفة من الناس تجتمع إلى زعيم يعدل بينهم فيما يحصلون عليه من أموال ، ويهتمون بالفقراء ويهتمّ الأقوياء منهم بالضعفاء ورد ذكرهم لدى المؤرخين المصريين وفي ألف ليلة وليلة ، وقد وجدنا ذكرا لملكهم عام ٧٩٢ ـ ١٣٩٠ ... وقد كتب عنهم نجيب محفوظ.
Gibb T. I. p. ٤٥ Note ٩٦١.
(١٢٦) هو بالذات الوزير مغلطاي الجمالي سالف الذّكر عند الحديث في الاسكندرية وقد توفي عام ـ ١٣٢٩ ٧٣٠.