الحسين بن علي عليهمالسلام (٩٦) ، وكانت مجابة الدعوة ، مجتهدة في العبادة ، وهذه التربة أنيقة البناء ، مشرقة الضياء ، عليها رباط مقصود ومنها تربة الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضياللهعنه وعليها رباط كبير ولها جراية ضخمة وبها القبة الشهيرة البديعة الاتقان ، العجيبة البنيان ، المتناهية الأحكام المفرطة السمو وسعتها أزيد من ثلاثين ذراعا. (٩٧)
وبقرافة مصر من قبور العلماء والصالحين ما لا يضبطه الحصر (٩٨) ، وبها عدد جم من الصحابة وصدور السلف والخلق رضياللهعنهم ، مثل عبد الرحمن بن القاسم ، (٩٩) وأشهب بن عبد العزيز (١٠٠) ، وأصبغ بن الفرج (١٠١) وابن عبد الحكم (١٠٢) وأبي القاسم
__________________
(٩٦) بعض النسخ المخطوطة سواء منها التي توجد داخل المغرب أو خارجه لا تذكر قبر السيدة نفيسة ، ونحن نعلم أن السيدة نفيسة هي صاحب المشهد المعروف بمصر ... وكانت عالمة بالتّفسير والحديث ، ولدت بمكة ونشأت بالمدينة وتزوجت إسحاق المؤتمن ابن جعفر الصادق ، وانتقلت إلى القاهرة فتوفيت بها سنة ٢٠٨ ـ ٨٢٤ سمع عليها الإمام الشافعي ، ولما مات أدخلت جنازته إلى دارها وصلّت عليه ... كان العلماء يزورونها ويأخذون عليها ، وقد بنى الفاطميون قبرها الذي يوجد على حدود المدينة في بداية القرافة ... وتتابعت العناية به وأمسى مقصدا للناس ...
(٩٧) مقبرة الامام الشافعي أعظم مشهد بمصر ، ويرجع تاريخها ، في شكلها الحالي إلى سنة ٦٠٧ ـ ١٢١٠ وتعتبر من أكبر المزارات ... حتى لقيل من لم يزر مشهد الشافعي بمصر لا يعد من زوارها.! تعليق ٨٣
(٩٨) تمتد تربة القرافة ومقبرتها إلى جنوب القاهرة الحالية ، ولها شكل المدينة بسبب ما بنى فوق المقابر وحولها من بيوت وخلوات ، وقد تحدث ابن جبير عن مشاهدها : معاذ ابن جبل وعقبة بن عامر وساريّة الجبل وأسماء ابنة أبي بكر وعبد الله بن حذافة ... ومع الأسف فإن معظم ، إن لم نقل كلّ ، هذه المشاهد تعتبر في حكم المجهول لا يميز بينها باستثناء بعض المنحدرين من ابن عبد الحكم ، وقد خصصها الأستاذ لوي ماسينيون في مرتين اثنتين بحديثين رائعين
Bulletin de l\'IFAO du Caire, LVII ـ ٥٧٩١ p. ٥٢ ـ ٩٧. PAROLE Donnee, PARIS ٢٦٩١ P. ٥٧٣ ـ ٨٨٣.
(٩٩) هو عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العتيقي المصري أبو عبد الله تفقّه بالامام مالك ولد وتوفي بمصر عام ١٩١ ـ ٨٠٦ ، صاحب" المدونة" ، رواها عن مالك.
(١٠٠) الإمام أشهب هو الذي خلف ابن القاسم ، سابق الذكر ، في إمامته للمذهب المالكي ، توفي عام ٢٠٥ ـ ٨٢٠. هذا وإن قبري الرجلين : ابن القاسم وأشهب اللّذين كان أحدهما قبالة الآخر ، اختفى أثرهما الآن.
(١٠١) أصبغ بن الفرج ، فقيه من كبار المالكية بمصر ، قال ابن الماجشون : ما أخرجت مصر مثل أصبغ ، له تصانيف. ترجمه ابن خلكان في وفيات الأعيان ، أدركه أجله بمصر عام ٢٢٥ ـ ٨٤٠. هذا وقد ذكرت هذه القبور من لدن ابن جبير ...
(١٠٢) القصد إلى عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث بن رافع أبو محمد كان من أجلة أصحاب مالك انتهت إليه الرياسة بمصر بعد أشهب ، ولد في الاسكندرية وتوفي بالقاهرة سنة ٢١٤ ـ ٨٢٩. هذا ويوجد في بعض النسخ ابني عبد الحكم.