ودعته زوّدني
دراهم لم تزل عندي محوطة ولم احتج بعد إلى إنفاقها إلى أن سلبها مني كفار الهنود
فيما سلبوه لي في البحر. ومنهم الشيخ ياقوت الحبشي من أفراد الرجال ، وهو تلميذ أبي العباس المرسي ، وأبو العباس المرسي تلميذ ولي الله تعالى أبي الحسن
الشاذلي الشهير ذي الكرامات الجليلة والمقامات العالية .
كرامة لأبي الحسن الشاذلي
أخبرني الشيخ
ياقوت عن شيخه أبي العباس المرسي أن أبا الحسن كان يحج كل سنة ويجعل طريقه على
صعيد مصر ، ويجاور بمكة شهر رجب وما بعده إلى انقضاء الحج ، ويزور القبر الشريف
ويعود على الدرب الكبير إلى بلده ، فلما كان في بعض السنين وهي آخر سنة خرج فيها،
قال لخديمه : استصحب فأسا وقفة وحنوطا وما يجهز به الميت ، فقال له الخديم :
ولماذا يا سيدي؟ فقال له : في (حميثرا) سوف ترى ، وحميثرا بصعيد مصر في صحراء
عيذاب . وبها عين ماء زعاق ، وهي كثيرة الضباع ، فلما بلغا حميثرا اغتسل الشيخ أبو
الحسن وصلى ركعتين وقبضه الله عزوجل في آخر سجدة من صلاته ودفن هناك ،
__________________