وكان محمد بن سعود
الذي اتخذ لقب الأمير ، أول أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وكان مؤسس الإصلاح
السياسي ، بينما كان والد زوجته مؤسس الإصلاح الديني. وقد خلف محمد بن سعود على
الإمارة لمتابعة الرسالة ، ابنه عبد العزيز الذي اغتيل في عام ١٨٠٣ م ، ثم خلفه
سعود بن عبد العزيز وحفيد محمد بن سعود الذي شهدت في عهده الدعوة الوهابية
التي اتبعها جده انتشارا واسعا.
إن السلطة
الدنيوية في الإسلام ، مرتبطة بإحكام بالسلطة الروحية ، حتى إنه / ١٨١ / لا يمكن
الفصل بينهما. فليس القرآن كتابا دينيا فقط ، بل هو أيضا شرعة سياسية ، ومدنية
تنظم علاقات البشر كلهم ، وتستخدم أساسا للمجتمع ، ولآلياته كلها : فالعدالة ،
والقصاص ، والزواج ، والإرث تستمد كلها أحكامها من القرآن ، ويكاد كل شيء يكون
محددا بالمبادئ الإلهية. ولا نستطيع تعديل أي مادة دون أن نهدم بذلك الصرح كله.
__________________