يدخل الرجل الجنة فيقول : أين أبي؟ أين أمي؟ أين ولدي؟ أين زوجي؟! فيقال له : لم يعملوا مثل عملك. فيقول : كنت أعمل لي ولهم. فيقال لهم : ادخلوا الجنة. ثم قرأ : ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ) الاية (١).
وقال جامعه : فإذا أكرم الله تعالى المؤمن لأيمانه ، فجعل ذريته الذين لم يستحقوا درجته [ معه ] (٢) في الجنة لتقصيرهم ، فالمصطفى صلى الله عليه وسلم أكرم على ربه تبارك وتعالى من أن يهين ذريته بإدخالهم النار في الاخرة ، وهو عز وجل يقول : ( إنك من تدخل النار فقد أخزيته ) (٣) بل من كمال شرفه صلى الله عليه وسلم ورفيع قدره ، وعظيم منزلته عند الله عز وجل أن يقر الله سبحانه وتعالى عينه بالعفو عن جرائم ذريته ، والتجاوز عن معاصيهم ، ومغفرة ذنوبهم وأن يدخلهم الجنة من غير عذاب جهنم.
* * *
____________
(١) سورة الرعد : ٢٣.
(٢) ساقطة من « س ».
(٣) سورة آل عمران. آية : ١٩٢.