* أحدهما : أن المروجين لعدم صحة النسب
كانوا من العباسيين
* ثانيهما : أن الفاطميين قد مكن الله
لهم في الأرض ، واعترف بسلطانهم في مصر والشام ، والحجاز ، والمغرب ، ولايمكن أن
يؤيد الله الأدعياء هذا التأييد ، وكما أن تصديق الرسل والأنبياء مما أوجبه الله
على نفسه نشراً للخير وإعلاء اللواء الصلاح ؛ فإن خذلان الكذبة والأدعياء مما جرت
به ألسنة الإلهية لهذا الهدف نفسه .. »
كان هذا الدفاع الحار عن الفاطميين وصحة
نسبهم مبرراً قوياً لمن رماه بمذهب التشيع من أمثال السخاوي وغيره.
لكننا لدينا من النصوص والأدلة ما ينفي
عن المقريزي صبغة التشيع ، وما يثبت انه صدر في حبه لآل بيت النبي صلى الله عليه
وسلم عن عاطفة صادقة شأن كل مسلم متحوط لدينه ، لأن حبهم نابع من حب الرسول لهم.
وأول هذه الأدلة أن المقريزي بعد أن قدم
دفاعه عن صحة نسب الفاطميين لم يحاول أن يخفي شيئاً من عيوبهم ، أو ستر ما ذاع من
فضائلهم .. فقد ذكر في « اتعاط الحنفا » على سبيل المثال لا الحصر أن الحاكم بأمر
الله وزع منشوراُ في المساجد يسبب فيه الشيخين ابابكر وعمر ، وعلق المقريزي على
تلك الحادثة بقوله : « فيه فحشٌ كثير ، وقدح في حق الشيخين رضي الله عنهما »
ثانيهما : أن المقريزي خالف الشيعة فيما
ذهبوا إليه من تخصيص آل البيت بأولاد علي وفاطمة فقال معلقاً على الآراء التي قيلت
في معنى قوله تعالى : ( انما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً )
: « والذي يظهر من الأدلة أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم .. »
____________