إلى الخل (١) (؟) وهي لبني غاضرة وقيل : إن بها ثلاث مئة عين (٢) وقال الأشهب بن رميلة :
ولله درّي أيّ نظرة ذي هوى |
|
نظرت ودوني لينة وكثيبها |
إلى ظعن قد يمّمت نحو حائل |
|
وقد عزّ أرواح المصيف جنوبها |
وقال مضرّس الأسديّ :
لمن الدّيار غشيتها بالإثمد |
|
بصفاء لينة ، كالحمام الرّكّد |
أمست مساكن كلّ بيض راعة |
|
عجل تروّحها ، وإن لم تطرد |
صفراء عارية الأخادع رأسها |
|
مثل المدق ، وأنفها كالمسرد |
وسخال ساجية العيون خواذل |
|
بجماد لينة كالنّصارى السّجّد |
وقرأت في «ديوان شعر مضرس» وفي تفسير هذا الشعر قال : لينة ماء لبني غاضرة ، ويقال إن شياطين سليمان احتفروه ، وذلك أنه خرج من أرض بيت المقدس يريد اليمن ، فتغدّى بلينة وهي أرض خشناء ، فعطش الناس ، وعزّ عليهم الماء ، فضحك شيطان كان واقفا على رأسه ، فقال له سليمان : ما الذي يضحكك؟ فقال : أضحك لعطش الناس وهم على لجّة البحر ، فأمرهم سليمان فضربوا بعصيّهم فأنبطوا الماء. وقال زهير :
كأنّ ريقتها بعد الكرى اغتبقت |
|
من طيّب الرّاح ، لمّا يعد أن عتقا |
شجّ السّقاة على ناجودها شبما |
|
من ماء لينة لا طرقا ، ولا رنقا |
وفي كتاب «بلاد العرب» (٣) : لينة ماء لبني غاضرة من أسد ، بينها وبين زبالة ليلة، وهي ماءة عظيمة ، من أعظم مياه بني أسد
__________________
(١) لعله (الخل) باللام.
(٢) يقصد (عين بئر) إذ لا عيون فى لينة.
(٣) : ٣٢٧ ـ ٣٣٢.