شبه الجزيرة كان هؤلاء يسألونني دائما ـ ومثلهم المصريون والسوريون ـ عن بني تميم وعن عاداتهم ولغتهم وقاماتهم وميزاتهم الأخرى ، وهم يبدأون بالسؤال عن حجم بني تميم ، وعما إذا كانت قامتهم أطول من قامة سواهم من العرب ، وما إذا كانت لحاهم أكثف وأطول. ويبدو لي أنّ هذه الملاحظة تعود لمعنى كلمة (تميم) وكانت تطلق في الاصل القديم على رجل قويّ البنية صحيح البدن ، وهذه الملاحظة تصدق في القبيلة المذكورة.
والسكان الحاليون مزارعون فقط ، جدودهم في الأصل بدو ، ولا يتعاطون في النادر سوى التجارة ، ولا يشاركون شمر حروبهم وغزواتهم ، وأظنّ أيضا أن ليس هنا بين البدو فرد منهم يعيش عيش البداوة ، وفي زمن الحصاد يجتمع حول قريتهم بدو من شمّر وعنزة لبيع ماشيتهم ومنتجاتها ، أو للمقايضة بالتمر والذرة ، لأن في قفار أكبر مخازن التمر والذرة في المنطقة.
والتجار المتجولون لا يزورون قفار. لأن أبناءها يبتاعون مترفّهاتهم ـ كالبن والتوابل والعطور ـ من سوق حائل وهم (ارستقراطيو) شمّر ، ويميلون إلى التباهي والزهو ، والعطور مرغوبة ومستعملة بكثرة في نجد عملا بسنة الرسول.
وبنو تميم أحرص من الوهابين (١) على تأدية الواجبات الدينية ، وتقواهم في الأرجح بسبب حجهم مرارا كثيرة ، في جماعات غفيرة ،
__________________
(١) هذا غير صحيح ووالان يجهل من يسميهم (الوهابيين). أى اتباع الطريقة السلفية التى دعا إليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهالله. وبنو تميم ـ بل سكان هذه الجهات كلهم ـ من اتباعها.