تعزّونني أم أعزّيكم |
|
بمن كان عضوين لي في الجسد (خ) |
/ أتته المنيّة مغتالة |
|
فنقّص (د) ممن أحبّ العدد |
فأبكت عليه وعمّ البكاء |
|
فكلّ حزين على من فقد |
فأصبحت لمّا أتاني النعيّ |
|
أذيب من الدمع ما قد جمد |
وأبكي بكاء يبكي العداة |
|
وإن كان يذهب ضرّ الكمد |
«نبأ أزعج الأحشاء وفلقها ، وأحرق القلوب وأوجلها ، فإنّا لله وإنّا اليه راجعون (غ). فإنّها الرزيّة التي جلّ عزاؤها ، والعلّة التي عدم دواؤها. والتسليم أولى (ذ) ما أعتمد ، وأوزعنا الله الصبر عمّن فقد. فلقد طرق سمعي طارق أزعج قلبي ، وزاد حزني وكربي ، ونغّص عليّ أكلي وشربي ، وتضاعفت (ر) حسراتي لفقد فلان ـ قدّس الله روحه ونوّر ضريحه ، وأكرم مآبه ، وخفّف حسابه ـ «ثم ذكر» فإنّ هذا سبيل لا بد لنا منه ، ولا محيص لنا عنه ، لقوله تبارك وتعالى : «كلّ نفس ذائقة الموت» (ز). وقال ـ عليه السلام ـ : «ليعزّ المسلمون عند (س) مصابهم بي. وإذا اشتدّ حزن (ش) أحدكم على هالكه ، فليذكرني ، وليعلم أن قد متّ» (ص). ولما توفي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمعوا قائلا يقول : «يسمعون صوته ولا يرون شخصه ، إنّ في الله عزاء عن كلّ هالك ، وخلفا عن كلّ فائت ، وعوضا عن كلّ مصيبة. والمجبور من جبره ، والخائف من يأمن العقاب». وكان أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ إذا عزّى أحدا يقول : «ليس مع العزاء مصيبة ، ولا مع الجزع فائدة ، الموت أهون مما بعده وأشدّ مما قبله. أذكروا فقد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تصغر عندكم مصيبتكم ، ويعظم أجركم» /. وعزّى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ الأحنف (٣) في ولد له مات ، فقال : «يا أحنف ، ذهب أبوك وهو أصلك ، وذهب ولدك وهو فرعك ، فما بقاؤك بعد ذهاب الأصل والفرع؟! يا أحنف ، إن صبرت جرت