وإنّما أثبت هذه القصيدة جمعاء لأني لم أجد له غيرها. وكان إعرابها صحيحا لم يخطئ في موضع منه ، وإن كان في مواضع كتبها (ذ) بالألف / فكتب بالياء ، أو كتبها بالياء كتبها بالألف. وكتب «أو ضفت» بالظاء القائمة ، سوى قوله «سوى قلم المولى» فانه كان مضموما على ما تراه.
١٣٢ ـ أبو العباس بن شجاع (... ـ ٦٢١ ه)
هو أبو العباس أحمد بن شجاع بن منعة (١) ، إربلي المولد والمنشأ ، أصل والده من تكريت (٢) ، وسار إلى إربل فأقام بها بقالا ، وكان له إخوة بقالون صاروا تجّارا وماتوا. وطلب أحمد العلم فتفقّه مدة على أبي القاسم نصر بن عقيل ، وأخذ النحو عن شيخنا أبي عبد الله محمد بن يوسف البحراني. وانقطع عن مخالطة الناس في زاوية من المسجد الجامع بإربل (أ) ، وأقام بها مدة طويلة. ثم سافر إلى الموصل وعاد إلى إربل ، فهو بها الآن ينسخ بالأجرة. له طبع مؤات وقريحة محببة.
كتب إلى الصاحب أبي الحسن على بن شمّاس ، وكان ذلك عقيب إطلاقه من السجن ، وسمعتها من لفظه ثم اجتمعت به بعد ذلك ، وذاكرته إياها ، فأنشدني بعضها وهي : (الطويل)
أبا حسن (ب) إنّ الصنائع ربّها |
|
هو الأصل لا إنشاؤها في الأوائل |
وما كلّ مول للجميل تكلّفا جوادا |
|
إذا لم يحي مجد الأوائل |
وما زلت توليني العوارف حيثما |
|
أويت ولا تلوي لأمر منازل |
ولولاك تسعى في خلاصي مثمّرا |
|
لما صدقت فيما رجوت مخايلي |
فشكرى لما أوليتني من صنيعة |
|
متمّمة بالشكر أثقل كاهلي |
وقد كنت أشكو (ت)الحبس والجوع هاجع |
|
فما زادني الإظلاف غير البلابل (ث) |
/ وكنت لأهل الحبس ضيفا وضيفنا (ج) |
|
فصرت لأيتام وقوم (ج) أرامل |
فهل لك أن تنتاشني بمعيشة |
|
وتحظى بشكرى في صدور المحافل؟ |