٨٦ ـ أبو عمرو بن جلدك الموصلي (... ـ ٥٩٢ ه)
/ هو أبو عمرو عثمان بن أبي بكر (أ) إبراهيم بن جلدك القلانسي (١) ، من أهل الموصل. ووجدت إن اسم أبي بكر إبراهيم ، ولم أر في طبقات سماعه وغيرها يكتب إلّا «أبا بكر» ، أحد من جدّ في جمع الحديث وكتبه ولقي (ب) رواته ؛ ورحل فيه الرحلة الواسعة. سمع أبا موسى الحافظ الأصبهاني (ت) بها وغيره ، وخلقا كثيرا ، وسمع رجال بغداد. سمع بالموصل أبا الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي ، وأبا الربيع سليمان بن خميس (٢) ، وأبا منصور بن مكارم المؤدب (ث). وبدمشق أبا الطاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي ، وبأصبهان جماعة من أصحاب أبي علي الحداد (ج). وسمع بغير هذه المواضع خلقا كثيرا.
وتفقّه ببغداد على يحيى بن فضلان (٣). قال الحافظ أبو محمد بدل بن أبي المعمّر التبريزي : ورد إلى دمشق وأقام عند ابن عساكر (ح) وعلق من تاريخ والده (خ) جملة تتعلق من غرضه من تاريخ الموصل. وكان في أخلاقه نفار ، وعنده خفّة ، رأيته بالموصل ولم أسمع منه. علّق التعاليق الكثيرة المفيدة ، وضبط الأسماء المشكلة. رأيت من تقييداته بخطه ما يدل على إتقانه وحذقه ، وله شعر حسن. أنشدنا الحافظ أبو محمد بدل بن أبي المعمّر ، قال : أنشدنا أبو بكر (د) لنفسه : (الكامل)
يا سائلي عن خير ما اتّف |
|
قت عليه ذوو العقول |
إنّي امروء لك ناصح |
|
فخذ النصيحة بالقبول |
طفت البلاد وجبتها |
|
في جمع آثار الرّسول |
ولقيت كلّ مهذّب |
|
في العلم والرأي النبيل |
/ ونظرت في كتب الثّقا |
|
ت من الأئمة والعدول |
فوجدت مضمون العلو |
|
م جميعها ترك الفضول |