الحسنة من اليواقيت واللآلئ والزبرجد الأخضر والأحمر ، دون غيرها من الأماكن ، فخرجت إلى المعبر
فأخذنا الهواء ودخلنا إلى الإباحة وسرنا. وكان في السفينة ستمائة تاجر (ذ) بأتباعهم ومماليكهم وخدمهم وسراريهم ، وهم خلق كثير. ومع ما فيها من الربّان وغيرهم مما ينيف على الألف وأربعمائة نفس. وكان للسفينة ثلاثة عشر قلعا ، فأخذنا (ر) الريح إلى ناحية سمنات (٧) ، فلمّا كان ذات ليلة ـ وهي ثالث عشر ربيع الأول من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ـ في نصف الليل والناس نيام قارّين طيّبين في أطيب هواء ، والناس مستريحين غائصين في النوم ، والسفينة سائرة وأنا جالس على شاطىء السفينة ، إذ لحقها رأس جبل في البحر فكسرها ، وما عند خدّام السفينة خبر. فدخل الماء في السفينة حتى كان يسمع خريره ، وكان فيها سبعون (ز) رأسا من الخيل وزرافين وفيل ، وإذا برجل على وجه الماء ـ رأيته يمشي ـ حتى أتى السفينة. فلما جاءها مدّ يده إلى تحت السفينة وأمالها بعد ما رفعها ، حتى نصل منها ذلك / الماء عن آخره ، ولم يشعر بذلك أحد ، وتلك السفينة على كفه. ولم يزل كذلك حتى نصل الماء الذي كان بها جميعه.
وسمعته يقول : «يا مدرك الفوت بعد الفوت ، ويا من يسمع في الظلم الصوت ، يا من يحيي العظام وهي رميم (س) بعد الموت». ثم أدخل يده إلى السفينة وأخذ صندوقا من بعض الأمتعة مملوءة توتياء (ص) ، ووضعه على ذلك الخرق ومسح عليه بكفه ، وقال : «بسم الله الرحمن الرحيم».
فعلمت أنه الخضر ـ عليه السلام ـ ويطول الكلام مما لا يليق بنا. ولو لا أنّي مأذون لي في هذه الإشارات لما ابتدأت بها ولا أتيت بشيء منها. وقد كان النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ أطلعه على أشياء لو تكلم بها لتفطّرت المرائر ، وزالت فيه العقول عن الخلق ، ولكن لم يكن مأذونا ، ولو كان مأذونا لقال. وما كان ينطق عن الهوى» إن هو إلّا وحي يوحى» (ش). وذكر من نحو هذا أشياء يطول بها الكتاب.