العباس (١) الحاكمي ، ربما اكتنى بأبي الفتح ، وأبو المناقب الذي اختاره هو وكنّاه به أبوه (أ). ورد إربل غير مرة ، وكان له أول وروده قبول عظيم ، وكانت طريقته طريقة مستوحش من الناس ، ثم كرر الورود إلى إربل ، فقلّ ذلك القبول. وهو الآن / مقيم بإربل ، وذلك في محرم سنة اثنتي عشرة وستمائة.
ذكر إنه سمع أبا الوقت عبد الأول السجزي ، وكمال الدين أبا علي الحسن (ب) بن أحمد بن محمد الموسياباذي (٢) ـ وحدث عنه ـ وشهدة. قال ابن الدبيثي : وفي حديثه نكرة ، حدث ببغداد بعد الستمائة ، قال : وقدم مع أبيه إلى بغداد ، وأقام بها مدة وسمع بها من الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري ، ثم خرج عنها مع أبيه. ويقال إنه حدث عن جماعة لم ير أحد سماعه عنهم. آخر كلامه (ت).
كان يذكر في حديثه إنه طاف الأرض ذات الطول والعرض ، ولم يبق منها بلد إلّا دخله. ألّف كتابا ، فجمع أربعين بابا ، من تأمله عرف ما أودعه ، سمّاه «إرشاد أهل الإخلاص لحياة الخضر وإلياس» (٣). ذكر في أوله قوله ـ عليه السلام ـ : «ستفترق أمّتي ثلاثا وسبعين فرقة» (ث). وقال أبو المناقب محمد بن أحمد القزويني : «قد طفت مشارق الأرض ومغاربها ، وسهلها وجبلها ، فوجدت قد زاد على الثلاث وسبعين فرقة إلى سبع وسبعين فرقة». وقال : «قد صاحبت كل واحد من هؤلاء الفرق ، ما رأيت منهم من أنكر حياة الخضر. حتى أنّ أهل الكفر والعناد والبدع والضلال والمتفرقين من أهل الكفر والزندقة ، يقرّون بحياته ولا ينكرون ذلك.
وجماعة من المحدّثين من أهل الأهواء والجاه أنكروا حياة الخضر ـ سلام الله عليه ـ. ولقد كنت بالموصل ، وقد اجتمع حولي جماعة من المحدّثين وتكلموا بموت الخضر ، فأنكرت عليهم. ثم خرجت عنهم نافرا أطلب