٧٢ ـ أبو عبد الله محمد بن عمر المقدسي (... ـ ٦١٦ ه)
هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن سعد المقدسي (١) أحد المقادسة الذين رحلوا في طلب الحديث ، وأخذوه عن مشايخ العراق ونيسابور وغيرهم. سكن الموصل فتولى (أ) مشيخة دار الحديث بها (ب) المطلّة على الشط بالقرب من باب الأذان (٢) ، التي وقفها الفقير إلى الله أبو سعيد كوكبوري بن علي. نقل عنه تقصير في تحصيل عليها ، فولّيت حسابه ؛ وأطلق له ما اتجّه عليه ، وسافر إلى دمشق.
ألّف كتابا وسماه «المجد المظفري» (٣) ذكر فيه طرفا من أخبار الأمراء ، وأبوابا في ذكر العدل وذمّ الظلم وأدعية. سمع نصر الله بن عبد الرحمن القزاز ، وأبا الحسن علي بن عساكر (ت) وكثيرين ، وسمع شيخنا أبا المظفر الخزاعي بإربل (ث).
٧٣ ـ سلمان بن يحيى (... ـ بعد سنة ٥٩٢ ه)
هو سلمان بن يحيى بن سلمان البجباري (١) ، كان مقيما ببجبّاري (٢) من أعمال الموصل ، منقطع بها. صاحب زاوية من أصحاب الشيخ الإمام الزاهد أبي أحمد بن الحداد زاهد الدنيا (أ) ـ قدّس الله روحه ـ الذين خدموه وتأدّبوا به وأقاموا في صحبته ، ورد إربل في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة في شوال ، وكان سبب ذلك إنّ إنسانا مصريا ـ أو كما قيل ـ ورد الموصل وادّعى صنعة الكيمياء / ولبس (ب) ذلك على طريق الحيلة على صاحبها (ت) ، وأقطعه من بلده ضياعا تكون غلّتها في كل سنة عشرة آلاف دينار. وتمكّن الكيمائي من الموصل وأهلها ، وسار فيهم السيرة القبيحة ، ولم يظهر من أمره على طائل. وكان في جملة أقطاعه «بجبّاري» ، فوضع من قدر الشيخ سلمان ، كان له بها فدن (ث) مطلقة فألزمه بخراجها ، فانتقل إلى إربل ونزل ظاهر البلد بالكجك (ج) ، فأكرمه السلطان أبو سعيد كوكبوري بن علي وأعاده إلى موضعه.