فيما بعث به للإفتضاح ، ووثق بأنّ ذنب المعترف مغفور ، وباذل الجهد ـ وإن أخطأ ـ معذور ، ورجا أن يلحق بمن نيّته خير من عمله ، ويجرى في المسامحة على ما يقضي بتصديق أمله ، وإن ينعم بستر هذه العورة عمّن يتفقّد معائبها (غ) ، وينتقد التعارض والتناقض المودعين فيها ، والأمر في ذلك أسمى ـ إن شاء الله تعالى ـ».
وهذا لفظ حسن ومعنى لطيف ، توصّل إلى الغرض دقيق. وأخبرني إنه (ف) توفي عن قريب ، فتكون وفاته إلى مدة إخباره ـ وهي سنة ثمان وستمائة ـ نحو من تسع سنين ، على ما أخبرني به (ق).
٥٩ ـ أبو محمد بدل بن أبي المعمّر (٥٥٥ ـ ٦٣٦ ه)
هو أبو محمد ، كنّي بولده ، ويكنّى أبا الخير بدل بن أبي المعمّر بن إسماعيل بن أبي نصر محمد بن معمّر بن نصر التّبريزي (١). شيخ ديّن فاضل مشهور في علم الحديث ، نقّال كان بإربل مقيما يحكّ المرجان ، ثم سافر الى دمشق في سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، واشتغل بالحديث وسماعه ، ورحل الى أصبهان ونيسابور وأخذ عن رجالهما. وسمع الكثير وكتب الكثير.
وورد إربل فهو مقيم بها ، وله من الفقير أبي سعيد كوكبورى بن علي ايجاب يصله في اوقاته. اخبرني / انه ولد في سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، ثم ولّاه (أ) دار الحديث التي أنشأها ـ أدام الله سلطانه ـ بإربل ، فهو شيخها ، سمع عليه الحديث بها. صنّف عدة مصنفات ، واختصر كتاب «تاريخ دمشق» لابن عساكر (٢) ، وله كتاب تاريخ صغير (٣) ، وجمع كتابا في أحوال (٤) النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم يدخل ـ كما قال ـ في ستين (ب) جلدا ، فقلت له : «هذا مما لا يعرّج عليه أحد لطوله ، فلو اختصرته» ، فشرع في اختصاره ، فهو يكتبه (ت).