إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ اربل [ ج ١ ]

115/757
*

رأيت أحسن سيرة ولا أكثر هيبة ولا أكثر خشوعا ولا أغزر دمعة من عديّ». وكان حمّاد هذا من أصحابه. وقال حماد : ركب عديّ جوادا ما نزل عنه حتى مات ، ما أفطر في النهار ولا نام في الليل ، ولا أكل وشرب غذاء أحد ، ولا أخذ أحد عليه سوء خلق.» (ب)

وحدثني عمي أبو الحسن علي بن المبارك ، قال : سمعت عمر ابن الملّاء يقول : قال لي يوما عديّ : «يا عميرة ما رأيتك (ح) البارحة في الدركاه (خ) ، فقلت له : لّما دخلت كنت وراء الباب» ، أو كلاما هذا معناه (د).

وحدثني الفقير إلى الله ـ تعالى ـ أبو سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين ، قال : سمعت طريفا البلهثي (٦) يقول : جاء رجل أعمى إلى عديّ يزوره ، فقلت له : كل خطوة حسنة. / فقال عديّ : بل كلّ خطوة حجّة» (ذ) ، أورد ذلك ـ أدام الله سلطانه ـ على طريق الإنكار له ، ومدح العلماء وذمّ الجهّال. وذكر أحمد بن شجاع بن منعة (ر) عن الخضر بن عبد الله القلانسي (٧) ، قال : سمعت الشيخ عدّيا يقول ـ وقد ذكرنا عنده قلعة إربل ـ فقال : بها وليّان ، أحدهما بالباب الغربي ، والآخر بالباب الشرقي ، في السور كلاهما» ، كان بالباب الغربي موضع تنذر له النذور ، تزعم النصارى أنه الشهيد الذي كان في حبس القلعة المعروف الآن بحبس الحلبي ، وهو الذي أشار إليه عديّ ، وهو أولى. وعديّ هو الذي نبّه على القبر الذي بعقبه داران (٨).

وحدثني الفقير إلى الله ـ تعالى ـ أبو سعيد كوكبوري ، قال : «رأيت بالموصل عديّا ـ وأنا صغير ـ وهو رجل قصير أسمر».

أخبرني حسن بن عديّ (ز) أنّ عدّيا توفي سنة خمس وخمسين وخمسمائة (س).