مرة ، ثم يخرج ويبعد عن الناس ، ويجلس على طرف ماء ينبع من عين (لا) بقرب الموضع الذي كان فيه ، ولا يأخذ أحدا معه ، وكنّا نحن ننظر إليه من بعيد ، فنرى حوله جمعا يتحدثون ويتواجدون ويتباكون ، وإذا جئنا إليه نراه وحده ، ولا نرى عنده أحدا» (ى).
وأجاز لنا أبو محمد ، قال أنشدنا والدي لنفسه : [الطويل]
سروري صيامي إن قبلت صيامي |
|
ولي فوحة في الحشر عند قيامي |
فإن كنت يا مولاي تقبل طاعتي |
|
وتغفر زلّاتي يتمّ مرامي |
وإن أنت يا مولاي لم تعف زلّتي |
|
وألبستني في العرض ثوب أثام |
تهتّك أستاري وتبدو خطيئتي |
|
فيا حسرتي من لي ليوم حمامي |
أخاف وأرجو تارة ثمّ تارة |
|
إلى أن ينادي ربّنا بسلام |
٤٠ ـ أبو عبد الله البستي [٥٠٠ ـ ٥٨٤ ه]
هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد البستي (١) ، من بست (٢) صوفي مشهور وديّن مذكور ، ممن ينسب إلى الكرامات ويشار إليه عند ذكر أصحاب المقامات ، كثير المجاهدة والرياضة ، حسن المعاملة والعبادة (أ) ، لم يطعم الخبز عمره ، إنما كان يأكل يسيرا من اللبن. ورد إربل ونزل بالقعلة في الجانب / الغربي من مسجدها الجامع في آخر موضع فيه ، فهو إلى الآن يعرف بزاوية البستي ـ رحمه الله ـ كان يزوره الأكابر وينعكفون على خدمته ، رأيته وأنا صغير مع والدي ـ رحمه الله ـ وسكن من المسجد الجامع؟؟؟ بالربض (ب) في القبة التي بناها والدي (ت) شماليه ، وهي معروفة إلى الآن.
وحدثني القاضي أبو محمد جعفر بن محمد (ث) ـ رحمه الله ـ وكان صحبه زمانا وخدمه ، قال : سافرت إلى سنجار ـ وكان البستي بها ـ فأردت زيارته فأتيته ، فقرعت عليه الباب ، وهو في علوّ مشرف على الطريق ليس فيه نافذة ،