يكتب أوّلا في كتبه اسمه «القاسم» ، ثم كتب آخرا «عبد الله» ، وأقام عليه. أردت زيارته غير مرة وأنا بالموصل ، فما قدّر الله ، سمع الحديث عن ... (ب)
وكانت وفاته في شوال سنة أربع وثمانين وخمسمائة بالفضلية بولاية الموصل المشهورة (أ).
٣٦ ـ أبو المعالي الهيتي (؟ ـ ٥٩٨ ه)
هو أبو المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتي المقرئ (١) ، ويعرف بابن حبان (أ) ، بالحاء المهملة المفتوحة والباء الواحدة المخففة ـ أحسن الله إليه وتغمّده برحمته ـ ، شيخ صالح ، ومحدّث صادق ثقة ، سمع الكثير وكتب بخطه الكثير ، وكان زمن الرجلين ، إذا مشى اعتمد على غيره وانكفأ مائلا إلى كلا جانبيه.
حدثني ـ رحمه الله تعالى ـ أنه قرأ في يوم واحد ثلاث ختمات محرابية ، أو دون ذلك بقليل ـ الشكّ منّي ـ أدّى فيها الحروف مبينة. لقي عدة كثيرة من المشايخ ، وسمع عليهم ، مثل ابن ناصر ومحمد بن عمر الأرموي ، وأبي الفتح عبد الملك الكروخي (٢) ، وأبي الكرم المبارك بن الحسن الشّهرزوري ، ومحمد بن عبيد الله الزّاغوني (٣). حدّث بإربل والموصل وغيرها ، وأجاز له خلق كثير. كان له أملاك بهيت (٤) فباعها وخرجت عن يده ، فقل داتها (ب). وقرأ في ليلة نصف شعبان الختمة واقفا على قدميه لم يتروّح إنى قعود في ركعتين ، على ضعف فيهما شديد. وكان نظيف اللباس متجنّبا سائر الأنجاس.
أخذت عنه كثيرا من أجزائه ، فأخبرني ـ رحمه الله ـ قال : قرأت على أبي بكر محمد بن عبيد الله (ت) بن نصر بن الزّاغوني (ث) ، قلت له : أخبركم الشيخ أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري البندار ، قال :