بالله ، إلا أن
الملك الصالح لم يعمل بوصية الحاكم بأمر الله ورأى أن ابن أخيه إبراهيم هو
بالخلافة أجدر ، ولقبه الواثق بالله ، إلا أنه كان صاحب لهو ولذلك نفى إلى قوص
وأصبح ابنه محمد خليفة ، وكان كذلك سفيها فنفى إلى قوص ، وهؤلاء الخلفاء مدفونون
فى قوص.
ومن بعد أصبحت
الخلافة فى مصر ثلاث عشرة سنة لأحمد المستكفى بالله سليمان ، وفى عهد الملك الصالح
بن الملك الناصر مات بالطاعون عام سبعمائة وثلاثة وخمسين وهو مدفون بجوار السيدة
نفيسة ، ثم كانت الخلافة من بعده فى مصر للمتوكل على الله محمد بن المعتضد بالله
أبى بكر.
وفى عام سبعمائة
وثمانين كانت الخلافة لبرقوق من الجراكسة وطالب بالسلطنة فخلع المتوكل من الخلافة
، فسجنه فى قلعة الجبل وأقام فى سجنه ستة أعوام ثم أطلق برقوق سراحه وجعله خليفة.
وفى عام ثمانمائة
وسبعة وتسعين أرسل السلطان العثمانى يلدريم با يزيد رسولا إلى الخليفة المتوكل هذا
، وطلب منه الإذن بالبيعة تبركا ، فدعى الخليفة الله للسلطان يلدريم با يزيد قائلا
: بارك الله فى السلطان يلدريم ، وأهدى إليه سجادة مع صحيفة. ودام سجن هذا الخليفة
وخلافته وعزله خمسة وأربعين عاما وتوفى فى عهد السلطان فرج بن برقوق ودفن إلى جوار
السيدة نفيسة. إلا أن أحوال مصر والشام اختلت فى عهد الخليفة المتوكل هذا.
وفى عام ثمانمائة
وستة عشر خرب تيمور خان الشام ، وانخفض منسوب النيل ولم يكن له فيضان ، فأصاب
الناس قحط عظيم ، فثارت الفتنة ووقع الفساد وآلت الخلافة بعد ذلك إلى الواثق بالله
عمر بن إبراهيم بن المستمسك بالله ابن الحاكم بأمر الله ، ووافاه الأجل عام
سبعمائة وثمانية وثمانين للهجرة ، وهو مدفون فى ضريح السيدة نفيسة ، ودامت الخلافة
من بعده للمقتصد بالله داود ابن المتوكل على الله محمد اثنتين وثلاثين سنة.
وفى عام ثمانمائة
وخمسة وأربعين توفاه الله وشهد جنازته السلطان جيقماق ، ودفن بجوار السيدة نفيسة ،
وكانت الخلافة من بعده للمستكفى بالله سليمان ، والمتوكل على