السجل الرسمى أن المحمل الشريف تم تسليمه إلى الباشا الوالى ثم يقوم الوالى بتسليم المحمل إلى الكتخدا ، ويقوم الكتخدا مع جنود الوالى بنقل المحمل فى موكب مزين من باب العزب إلى باب الوزير.
وتبرك ناقة المحمل أمام باب القلعة ويتم تسليمه إلى ناظر الكسوة حيث يقوم النساجون بحفظه حتى السنة التالية ، أما جمل المحمل فينقل إلى بلاد الريف على يد الأميراخور (١) ليرعى هناك مع بقية الإبل الأميرية حتى السنة المقبلة. ثم يذهب كتخدا الباشا بعد ذلك إلى خيمة الوالى فى قره ميدان ويقوم الأهالى بالدعاء بالخير لأمير الحج ، ويعطى أمير الحج خلعتين فاخرتين فيقوم أمير الحج بتقبيلهم ويجلس فى المركز ، ثم يمنح قادة الفرقة السابقة والجاويشية ، والحاصل أنه تقدم الخلع إلى سبعين أغا من أغوات الأوجاقات ويذهبون كلهم إلى منازلهم ما عدا أمير الحج ، ثم يقوم أمير الحج اطلاع الباشا الوالى على رسائل أهالى مكة والمدينة واليمن وشيخ الحرم المدنى وشيخ الحرم المكى وأشراف مكة ، وتتم قراءة تلك الرسائل فى ديوان الأوطاق فى قره ميدان ، ثم يقوم الدفتردار والروزنامجى بكتابتها فى السجل الرسمى.
ويصدر الفرمان بأن يقوم أمير الحج بعرض الحساب على الوالى الباشا ويكون ذلك فى حضور جملة أرباب الديوان ، ويوفى أمير الحج حقه فإذا كان له شىء يأخذه ، وإذا كان عليه شىء يدفعه ، وبعدها يستأذن أمير الحج فى الذهاب إلى بيته ، ويذهب معه لتوصيله جملة أغوات الباشا الوالى حيث يكون كتخدا البوابين قائدا عليهم ، فيكون موكبا عظيما مع أمير الحج ويعطى أمير الحج للجنود الذين أتوا معه إلى بيته كيسا من النقود ويعطى الجنود الملازمين لهم مائة قرش ، وبذلك يخلو باله ويستريح ، وفى صباح اليوم التالى يقوم أمير الحج كما هو معهود فى قانون التشريفات بتقديم الهدايا للكتخدا وإلى أصحاب المراتب الإثنى عشر وهى عبارة عن عشرة أكياس من الهدايا الهندية القيمة ، وعشرين شمعة من العنبر وصرة مسك وعنبر وعشرين أوقية من العود التوتى ، والبنزهير وعشرة قرون زبادى حلبى وعشرة طواشى حبشية وعشرة حسان حجازية وكيس
__________________
(١) الأميراخور : أمير الإصطبل.