وهو صوباشى مصر القديمة ، ويقوم بمهام المحافظة على الأمن ليل نهار ، ويصحبه ستون من القواسين.
ـ والثامن :
وهو جوريجى من طائفة الانكشارية ، يقوم بمهمة حفظ الأمن بمعاونة مائتى جندى مدجج بالسلاح. ولهذا الحاكم تكية جميلة على النيل يعجز الوصف عنها ، والشمس لا تؤثر فيها فهى تكية فى ظلال أشجار عالية ، ويجلب إليها السقاءون الماء من النيل ليل نهار ، مما يجعل أرضها رطبة تحمى النفوس.
ـ والتاسع :
إنه أمين ساقية السلطان الغورى ، وهو كذلك من جوريجى الانكشارية ، ويقوم على صيانة الساقية مع سبعين أو ثمانين من رجاله ، ويروى أرض مصر.
وصف قلعة مصر العتيقة
ذكر فتح المسلمين مصر من أيدى الكفار ، وما حدث فيها بعد ذلك من المدن والأمصار.
إن كل ما سجله جميع المؤرخين عن مصر مقصود به مصر القديمة ، وبما أنها عمرت ثمانى مرات فإن لها ثمانية أسماء. كان اسمها فى البداية الفسطاط ، والاسم الثانى (امسوس) ، واسمها الثالث (قصر الشمع) حيث كان لها برج مرتفع به مصباح مطلسم ، ومن عهد طوفان نوح عليهالسلام إلى عهد سيدنا موسى والشمع متقد على الدوام ، لذا سميت مدينة (قصر الشمع) ولا يزال أساس برجها هذا ظاهر للعيان.
ثم أقيمت مدينة عظيمة خارج مدينة الفسطاط سميت (مقر العسكر) ، ولقد عمر هذه المدينة السلطان أبو العون عام ١٣٢ ، وأبو العون هذا هو ابن عبد الملك. ثم قدم أحمد بن طولون من بغداد عام () (١) فزاد فى عمران مصر ، وسكن القصر الذى شيده أبو العون ، وبنى ابن طولون مدينة جميلة سماها (القطائع) ، وكانت تضم مائة ألف دار عظيمة. وكانت هذه المدينة حاضرة ملك أحمد بن طولون ، ثم دالت دولة أحمد بن طولون ، وتخربت مدينة القطائع وعندئذ قدم جوهر القائد فى جيش عظيم من بلاد
__________________
(١) بياض فى الأصل.