دفاتر ما يرسل إلى الحرمين من صرة وغلال لأنه خادم الحرمين الشريفين والسلام.
وفى ديوان الغورى سبع وستون أو سبع وسبعون إدارة لها دفاترها المفصلة والموجزة وهى محفوظة فى الخزائن. ومن بين هذه الدفاتر دفتر «الروزنامجه» وكذلك أكياس المرتبات التى يوزعها الدفتردار. وعندما يغادر الباشا القلعة أو القصر ينزل جاويش موكب الانكشارية إلى تلك الخزانة لحراستها ليل نهار ويتناوب على تلك الحراسة خمسمائة أو ستمائة رجل كما يحرسون كذلك جميع حجرات الباشا وأغواته ولذا يسمى انكشارية مصر «المستحفظان». وفى الجوانب الأربعة لميدان القصر هذا خمسة أبواب ، واحدا للمطبخ والثانى للديوان الكبير وهما أبواب من الحديد المتين ذو الطبقتين. وأمراء هذه الأبواب هم «آل ألواح» الذين سلموا مفاتيحها للسلطان سليم ، والثالث باب محافظ المدينة. وكذلك باب «الكتخدا» وهو باب ذو سلاسل ويقع هذا الباب تجاه سجن «ارق خانه» وباب آخر بالقرب منه يهبط منه إلى الميدان وهو من الحديد. وباب آخر يفضى إلى «قره ميدان» وهو طريق حجرى فى ارتفاع وانخفاض وعلاوة على تلك الباب باب يسمى «باب الطلسم» وقد وادعى «دلى حسين باشا» أن تحته كنزا وأطلق عليه المدافع وتركت فيه آثارها إلا أنها لم تلحق به ضررا.
وثمة باب حديدى آخر يدخل منه وعلى بعد مائة قدم فى طريق يرتفع ثم مائة قدم أخرى فى طريق ينخفض يصل إلى «باب السرّاج خانه» وجميع سرّاجى الباشا وأغواته وقائدى الجنائب يسكنون داخل هذا الباب فى ثمانين حجرة للعمال. ويتوسط هذه الحجرات ميدان واسع. وبعد باب السّراج خانه بمقدار مائة قدم فى أسفل باب الاسطبل «حجرة الهندى» بها نخلة سامقة وبعدها بخمسين قدم باب الاسطبل الكبير وفى هذا الاسطبل خيل الباشا وأغوات الداخل. وبعده بمائة قدم قلعة منفصلة يسكنها رؤساء الاسطبل والصراجون. وخارج هذه القلعة قلعة الميدان. أما قلعة الانكشارية الداخلية وقلعة قصر الباشا وقلعة قره ميدان فمحيطها ثمانية آلاف وخمسمائة قدم ولا وجود لخندق يحيط بها ولكن ثمة خندق محفور فى الصخر طوله سبعمائة قدم بجانب «باب المطبخ». وفوق هذه القلعة الداخلية وقصر الباشا سبعون برجا ، ولكن قلعة «قره ميدان»