الفصل الخامس عشر
قوانين مصر فى دولة السلطان سليم بن با يزيد
ـ نوّر الله مضجعهما بأنوار الغفران ـ
قدم سليم من الإسكندرية وبإذن من علماء مصر جميعا أدى صلاة الجمعة هو وكل أعضاء الديوان فى جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة ، واجتمع هناك مائتا ألف رجل لأن فى ذلك اليوم كان حضور الشيخ أبو السعود الجارحى والشيخ مرزوق كفافى وبإذنهما الشريف تلى الشيخ أبو العلا الخطبة باسم سلطان البرين وخاقان البحرين خادم الحرمين الشريفين سليم خان بن با يزيد خان أيّد الله سلطنته إلى آخر الزمان.
وبإذنهما الشريف سكّت العملة وكتب عليها «صاحب النصر ضارب النصر عز والنصر فى البر والبحر السلطان بن السلطان سليم خان بن با يزيد خان ـ عز نصره ـ مصر سنة ٩٢٢».
وبعد ذلك جمع سليم ذات يوم الديوان السلطانى ، وحضره جميع أعضائه على تفاوتهم فى السن والرتبة ، ووضع سليم يده فى يد خيرة بك ، وأجلسه على سرير النيابة والخلافة ، ووضع على رأسه العمامة المعروفة بسليمى وريشة نفيسة ، وعلى ظهره خلعة فاخرة من السمّور ، وحول خصره منطقة مرصعة تعلق فيها خنجر مرصع ، وحرص سليم على أن يلبسه كل ذلك بنفسه ، ورفع يده بالدعاء ، وقال : لقد جعلتك يا خير بك وزيرا ونائبى فى هذه الدولة وسأرى كيف تخدم الإسلام فأنا لا رغبة لى فى شىء من مصر ، لقد ظفرت بلقب خادم الحرمين الشريفين وكفى ، ووقفت جميع محاصيل مصر على النبى صلىاللهعليهوسلم فاشهد ومن الآن فصاعدا يا خير بك أنت مولى هذا الوقف ؛ فأحسن خدمته.
ومنح من يتبعون موكبه اثنى عشر ألف دينار ذهبا كما منح خدام القصر ثلاثمائة منطقة مرصعة ، كما منح اثنى عشر سرجا مزينا بالجواهر واثنتى عشرة جعبة للقائمين على سياسة الخيل وسبع قسىّ خسروانية ، كما منح خياما ذات ثلاثة أعمدة ومظلة ، وجعل لأربعين من خدام القصر طوغين لكل منهم ، كما جعلهم أمراء على مصر.