وحقيقة الحال أن سليما لم يعقب ولدا سوى سليمان ، ولقد ولد فى طرابيزون كما ولد أبوه. ووالدته مدفونة الآن فى جامع خنكار فى بوزدپه.
ولقد ولد الأمير سليمان عام ٩٠٠ على رأس المائة ، وبذلك أصبح مرموق المنزلة ؛ فقد قال النبى صلىاللهعليهوسلم : «إن الله يبعث لهذه الأمة برأس كل مائة عام من يجدد لها دينها». ولذلك قتل سليم جميع أخوته لأنه رأى أن سليمان هو الأصلح للدولة. ومضى سليم إلى بورسه لزيارة «أمير سلطان» فقال : السلام عليكم يا أّل القبور. فسمع صوتا يقول : «وعليكم السلام يا صاحب السيف والقلم .. ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» .. وتردد هذا الصوت من القبر الشريف. فأخذ العجب مأخذه من جملة الحضور ، وفى الوقت عينه قال كمال باشازاده للسلطان سليم : لقد بشرت يا مولاى بفتح مصر.
ذكر حرب السلطان سليم الأول مع السلطان الغورى
فى طريقه لفتح مصر
عقد سليم نيته على غزو مصر ، فتمنطق بالسيف فى ضريح أمير سلطان فى الأستانة ، وقرأ كمال باشازاده الفاتحة ومسح وجهه بيده ثم أدى الزيارة ، ومضى سليم إلى قصره ، وهناك جمع جميع علماء الترك وأهل الفتيا على المذاهب الأربعة وطلب منهم أن يفتوه فى فتح مصر وكان الطواشى سنان باشا الصدر الأعظم آنئذ ، وعرض أربعين فتوى كانت قد جاءت من مصر ، وقرأ هذه الفتاوى علماء الترك وبّيّنوا ما جاء فيها ؛ وقالوا : ما دام علماء مصر وكبار أولياء الله فيها أفتوا بوجوب قتال الجراكسة فنحن أولى بهذا القتال.
أما مضمون الفتوى التى أصدروها فهو :
ما الواجب فعله تجاه من يدّعى أنه من ملوك الإسلام ، وأنه خادم الحرمين الشريفين ومكة والمدينة ، ومع ذلك ينضم إلى القزلباش الذين يسبّون الخلفاء الراشدين ، وحينما يحاربهم من يريد منع هذا السب عن الخلفاء الراشدين يؤازرهم صاحب مكة والمدينة ويرسل العون إلى القزلباش ، وينبغى منع هذا السب واللعن ، وأن يحمل بالسيف على مثل هذا السلطان الذى يمنع هذا السب فقتاله فرض ويجب أن يخلع لأن مثل تلك