منها الأفيال ، تقوم النساء فيها بتوليد الأفيال. والمغامرات التي تقص أنباء الغيب ، والأطباء الذين يعالجون الأمراض التي لاعلاج لها ، وما شابه ذلك. ويصيغ كل هذه الأشياء غير العادية بأسلوبه وشرحه الجميل ، حتى أنه يمكن القول إنه اجتهد بهذا النوع من الحكايات التي تثير اهتمام قطاع كبير من الناس ، وأن يضفي على كتابه مسحة شعبية. ودفعته رغبته فى أن يترك أثره فى الأمكان التي يمر بها ـ إلى جانب تواضعه ـ إلى أن يكتب على جدران المنازل «الفاتحة على روح أوليا» فقد كان صاحب دعابة.
وحسبما نتبين من كتابه ، كان أوليا جلبي يحب أوقات المرح ، كما كان صاحب ذوق. ولا شك أنه لهذا تأثير فيما كتبه وذكره من وقائع غريبة ولطائف. وكان أثناء تجوله في كل شبر من استانبول ، يخالط رواد المدارس والحانات ورواة المأثورات الشعبية ، كما تعرف على أرباب الحرف فيها وصادقهم.
مسار رحلة أوليا جلبي
تضمن كتاب سياحتنامه أوليا جلبي بمجلدته العشر ، الأحداث التي شاهدها أوليا جلبي في الأمكان التي تجول بها ، ويعتبر بمثابة كتاب شامل وهام في تاريخ الثقافة التركية .. وهذا الكتاب المعروف باسم سياحتنامه أوليا جلبي ، وباسم أوليا جلبي سياحتنامه سي ، تحمل بعض النسخ منه اسم «تاريخ سيّاح». والجزء الأول منه يصور استانبول ، والثاني يصور بورصه وإزميد ، وبارطين ، وأماصرا ، وإبنه بولو ، وسينوب ، بافرا ، وصامصون ، وكيره سون ، وطرابيزون. كما يقدم معلومات عن كرجستان وديار الأباظه ، وحملة كريت وفتح قلعة خانيه ، ودوزجه ، وبولو ، وكرهده ، وأماسيا ، ونيكسار ، وأرضروم ، وأرزنجان ، وشبنقره وحصار ، ومرزيفون ، وجوروم. وفي الجزء الثالث يأخذ بالحديث عن اسكيشهر ، وليكين ، وقونيه ، وأولوقيشله ، وباياص ، والإسكندرون ، وأنطاكيه ، وحما ، وحمص ، والشام ، ويافا ، وبحر لوط ، والرمله ، ثم قيصري ، وسيواس ، وموش ، وعرب كير ، وخربوط ، وبينكول ، ومدن برغاز ، وبراوادي ، وشومنو ، هزار جراد ، وروسجق ، ويركويي ، ونيبولو ، ثم يصف أطراف