السلطنة وتخت الخلافة إلى السلطان با يزيد ولى ، وأصبح ابنه الأمير سليم واليا على طرابيزون ، وولاه عليها حاكما مستقلا ومعه عشرون ألفا من جند الإسلام ممن قالوا «نحن لها». وأكد با يزيد أنه سوف يفتح أكناف الأرض واستقر على العرش فى الأستانة وهو يرعى أمور المسلمين ، أما الأمير سليم فقد أغار على جورجيا ومكرلستان وداديان واتسع فى فتوحاته فى تلك البلاد ، وبالتعاون مع ميراخان من أسرة أوزون حسن فتح سليم خان قلعة (جانخه) وجعل لها مفتاحا من فضة. وأرسله مع ثلاثمائة قنطار من الأوانى الفضية إلى با يزيد ، فأرسل با يزيد ولى إلى الأمير سليم خلعا فاخرة ، وجعل سليم خان (جانخة) حاضرة ملكه ، وضم إليها آلاف من حملة البنادق الشجعان ويسمون الآن جانخه لآن فى سبعة مواضع منها مناجم للفضة تجرى كالأنهار ، وشاء الله أن يظهر فى طالع الأمير سليم منجم للذهب. فصنع منه مائة ألف دينار ذهبا وأرسلها إلى أبيه كتب عليها : (السلطان با يزيد بن محمد خان عزّ نصره ضرب جانخه سنة () (١) ، فقال له با يزيد لفرط سروره منه : لتكن المملكة حلالا لك ، لقد وهبتك ما فتحت من ديار والغيرة والحمية لك.
وأرسل بذلك منشورا إليه ، ولما بلغ هذا المنشور الأمير سليم حتى أصبح كأنه تنين ذو سبعة رءوس وفى فترة قدرها سبع أو ثمانى سنوات أتم فتح خمس وأربعين مدينة وقرية وحصن حصين مثل : حصار ، ونكسار ، وبايبورط ، وانسيز ، وطوزطوم وأرزنجان ، وحينما مضى نصره الله نصرا عزيزا ، إلا أن السلطان با يزيد ولى كان مشغولا بمحاربة البنادقة فى أوربا وفتح قلعتى متون وقرون من ولاية المورة ، وقد تعاون علاء الدولة بن ذى القدر مع القزلباش ، والآق باش فى مرعش على قلب واحد وهدف واحد فبلغ القزلباش طوقاد وسيواس وأماسيه وعثمانجيق واستولوا عليها واستأسد العجم يوما بعد يوم. وكان الأمير سليم يغير على مؤخرتهم وينال منهم ولكن ما العمل ولعجم عدد لا ييستهان به.
__________________
(١) بياض بالأصل.