بالله وشهادة أن لا إله إلا هو فأرادوا قتلي ، فدعوت الله بدعوة فصيرني في هذا المكان الذي ترى كما دعوت ربك أن يعطيك ملكا لم يعطه أحدا قبلك ولا يعطيه أحدا بعدك ، قال له سليمان : فمذكم أنت في هذا المكان الذي أرى؟ قال : منذ ثلاث حجج ، قال له : فأنت في هذا المكان منذ ثلاث حجج وطعامك من أين وشرابك من أين؟ قال : إذا علم الله جهد ما بي من جوع أوحى إلى طير من هذا الهواء وفي فمه شيء من طعام فيطعمني ، فاذا شبعت أهويت إليه بيدي فيذهب ، وإذا علم الله جهد ما بي من عطش أوحى إلى سحاب فتظلني فتسكب الماء في يدي سكبا ، فاذا رويت أهوي إليه بيدي فيذهب ... (١) عبد الرحمن يده فأرانا ، قال : وأرانا أحمد بن إسماعيل ـ فبكى سليمان حتى بكت له ملائكة السبع سماوات وحملة العرش ، ثم قال في بكائه : سبحانك سبحانك ما أكرم المؤمنين عليك! إذ جعلت الملائكة والطير والسحاب خداما لولد آدم ، قال : فأوحى الله تعالى إليه : يا سليمان! ما خلقت في السماوات خلقا ولا في الأرض خلقا أحب إلي من ولد آدم من المؤمنين ، منهم من أطاعني أسكنته جنتي ، ومن عصاني أسكنته ناري ؛ قال عبد الرحمن : فنستجير بالله من النار وما قرب إليها من الأعمال. قال أبو بكر بن عبيدة : سمع العباس بن أبي طالب أخو يحيى بن أبي طالب مني هذا الحديث.
١٤ ـ أبو عبد الله أحمد بن يحيى بياع السابري ١٢ / ب ، روى عن أبي عاصم النبيل وأحمد بن أبي طيبة وغيرهما ، روى عنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن وعبد الرحمن بن علي الزهيري وجماعة من أهل جرجان ، مات أحمد بن يحيى بياع السابري الجرجاني سنة أربع وخمسين ومائتين.
حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يحيى الثقفي إملاء بجرجان حدثنا
__________________
(١) بياض ، ولعله «وحرك».