ويجر إحدى رجليه ويعلق الأخرى ويجر يده (١) وتصيب النار من شعره وجلده حتى يرى أنه لم يخرج منها حتى إذا خرج ونظر إليها قال : تبارك الذي نجاني منك ما أعطى أحد من الأولين والآخرين ما أعطاني ربي أنجاني منك بعد ما رأيت منك الذي رأيت ، ثم ينطلق إلى غدير بين يدي باب الجنة فيغتسل منه ويشرب فيعود له من ألوان أهل الجنة وريحهم ، ثم ينطلق إليها وقد سبقوا الناس فينظر إلى أدنى منزل منها على بابها لم يخطر على باله أن يرى مثله ولم ير أحدا من أهل العلم تتوق نفسه إليه فيقول : رب أنزلني هذا المنزل ، يقول : سلني منزلا من الجنة ، قد أجبتك فيما رأيت ، يقول : إنما أريد أن تجعل بيني وبين النار فلا أراها ولا أسمع حسيسها ، فيقول ، لعلكم إن أعطيتكم أن تسألوا غيره ، يقول : لا وعزتك (٢)! لا أسألك غيره ولا أحد أفضل معه منه ، فيقول : فهو لك ، فاذا ١٣٦ / ب أتاه نظر بين يديه فاذا منزل كأنما كان منزله حلما فيقوم مبهوتا لا يستطيع أن يتكلم فيقول : ما لك لا تسألني؟ فيقول : رب! قد أقسمت لك حتى خشيت مقتك وسألتك حتى استحييت ، يقول : ما الذي ترضى؟ ولا يدري العبد ماذا أعد الله لأهل الكرامة ولم ير إلا الدنيا يملكها ، فيقول : أيرضيك أن أجمع لك الدنيا من أول خلقها إلى آخر يوم أفنيتها ثم أضعفها عشرة أضعافه؟ فيقول : أتستهزىء بي وأنت رب العالمين؟ يقول : لا أستهزىء بك ولكني على ذلك قادر أن أرفعه ـ فقال له بعض أصحابه : حدثت هذا الحديث مرار (٣) ما بلغت الموضع هذا إلا ما ضحكت! قال : قد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحدثه ما بلغ هذا قط إلا ضحك حتى تبدو أضراسه فأضحك بضحكه ولقد حدثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لقد ضحك الله لقوله : أتستهزىء بي وأنت رب العالمين ، قال : فيقول : ألحقني بالناس
__________________
(١) في المستدرك «يجر يدا ويعلق يدا».
(٢) في الأصل «ولا عزتك» ، وراجع المستدرك.
(٣) كذا ، والظاهر : مرارا.