قرأت في كتاب عتيق غير مسموع لي حدثني جرير بن زياد عن النضر ابن عبد الله قال حدثني روضة مولاة كرز بن وبرة تعريبا (١) قلنا لها : من أين ينفق كرز؟ قالت : كان يقول لي إذا أردت شيئا : خذي ١٣١ / ألف من هذه الكوة ، قالت : وكنت آخذ كلما أردت.
وقرأت أيضا في كتاب عندي غير مسموع قال الدورقي حدثني جرير ابن زياد عن شجاع بن صبيح مولى كرز بن وبرة قال أخبرني أبو سفيان المكتب قال : صحبت كرزا إلى مكة فكان إذا نزل أدرج ثيابه وألقاها في الرحل ثم تنحى للصلاة فاذا سمع رغاء الإبل أقبل ، قال : فاحتبس يوما عن (٢) الوقت فانبث أصحابه في طلبه ، وكنت فيمن طلبه ، قال : فأصبته في وهدة يصلي في ساعة حارة وإذا سحابة تظله فلما رآني أقبل نحوي فقال : يا أبا سليمان! لي إليك حاجة ، قلت : ما حاجتك يا أبا عبد الله؟ قال : أحب أن تكتم ما رأيت ، قال قلت : نعم قال : أوثق لي ؛ فحلفت أن لا أخبر به أحدا حتى يموت.
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو جعفر الوراق حدثنا عصمة ابن إبراهيم حدثنا محمد بن الحسن حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثني أبو عثمان سعيد قال سمعت ابن عيينة يقول قال ابن شبرمة : سأل كرز رحمهالله ربه عزوجل أن يعطيه الاسم الأعظم على أن لا يسأل به شيئا من الدنيا ، فأعطاه الله ذلك فسأل أن يقوى أن يختم القرآن في اليوم والليلة ثلاث مرات.
روى عن أحمد بن محمد بن مسروق عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الله بن النعمان الرازي عن أبي حفص السائح عن أبي بشر قال : كان
__________________
(١) كذا ، ولعله «قال كانت روضة مولاة كرز بن وبرة بقربنا».
(٢) في الأصل «غير» ، والتصحيح من صفة الصفوة (٣ / ٦٨).