بجرجان في تشييع جنازة أحد قط ودفن عند رأس والده أبي بكر الإسماعيلي توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.
ومما أكرمه الله تعالى ورفع قدره به أنه مات وهو في صلاة المغرب يقرأ «إياك نعبد وإياك نستعين» ففاضت نفسه ، ومما أكرمه الله به أنه حين قربت وفاته ذهب منه جميع ما كان يملكه من المال والضياع وكان توجه القطن إلى باب الأبواب غرق الجميع في البحر ، وكانت له بضاعة تحمل من أصبهان فوقع عليها الأكراد فأخذوها ، وكان يحمل له من خراسان شيء من الحنطة فوقع عليه قوم وأغاروا عليه ، وكان له ضيعة بقرية تعرف بكوسكرا أمر (١) قابوس بن وشمكير أن يقلع أشجارها فقلع جميع ذلك وكبس القناة وقبض جميع ضياعه.
وخلف من الأولاد أبا معمر المفضل وأبا العلاء السري وأبا سعيد وأبا المفضل مسعدة وأبا الحسن مبشر وابنتين ، فأما أبو معمر فصار إماما مقدما في العلوم ، وأبو العلاء فانه أيضا صار عالما في الفقه والأدب.
(قال الشيخ أبو القاسم الإسماعيلي وأبو الفضل (؟) أملى في المسجد الكبير كعادة أسلافه على الكرسي كل سبت من سنة ثلاث وثلاثين إلى سنة نيف وأربعين وأربعمائة ـ (٢)) قال الشيخ حمزة السهمي حضرت يوما مجلس الإمام أبي بكر الإسماعيلي على باب داره ننتظر خروجه فخرج الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وهو مستبشر وبيده جزء ٤٥ / ب فجلس قال : أنشدني ابني أبو سعد وأنشدنا ، ثم أنشدنا الإمام أبو سعد بعد ما أنشدنا والده عنه :
إني ادخرت ليوم ورد منيتي |
|
عند الإله من الأمور خطيرا |
__________________
(١) في الأصل «أمن».
(٢) هذه العبارة من زيادة راوى الكتاب كما لا يخفى.