قال ابن حوقل : دور جزيرة العرب من عبّادان إلى البحرين وهجر نحو من خمس
عشرة مرحلة ، ومن البحرين إلى عمان نحو من شهر ، ومن عمان إلى مهرة نحو من شهر ،
ومن مهرة إلى عدن نحو من شهر ، ومن عدن إلى جدة نحو من شهر ، ومن جدة إلى ساحل
الجحفة ثلاث مراحل ، ومثلها إلى الجار ثلاث مراحل ، ومن الجار إلى أيلة نحو من
عشرين مرحلة.
أقول : ومن أيلة
إلى الشراة نحو ثلاث مراحل ، ومن الشراة إلى البلقاء نحو ثلاث مراحل ، ومن البلقاء
إلى مشاريق حوران نحو ست مراحل ، ومن مشاريق حوران إلى مشاريق غوطة دمشق نحو ثلاث
مراحل ، ومن مشاريق الغوطة إلى سلمية نحو أربع مراحل ، ومن ثمّ إلى بالس نحو سبع
مراحل ، ومن بالس إلى الكوفة نحو عشرين مرحلة ، ومن الكوفة إلى البصرة نحو اثنتي
عشرة مرحلة ، ومن البصرة إلى عبّادان نحو مرحلتين ، فهذا هو دور جزيرة العرب
بالتقريب.
يبرين هي أرض سبخة
تشتمل على عينين ونخيل كثير إلى الغاية ، وبين العين والعين تقدير نصف مرحلة وأكثر
، وغالب النخيل على القرب من العينين ، ويبرين بالقرب من الحسا والقطيف واليمامة ،
وبين اليمامة وبين يبرين تقدير مسافة ثلاثة أيام ، وكذلك ما بين يبرين وبين الحسا
، والحسا واليمامة ويبرين على صورة مثلّث ، اليمامة في جهة الغرب ، والحسا في
الشرق ، ويبرين في الجنوب عنهما بميلة.
وقال : في المشترك
: يبرين ـ بفتح المثناة التحتية وسكون الباء الموحدة وكسر الراء المهملة وسكون المثناة
التحتية وفي آخرها نون ـ قال : وهو اسم رمل لا تدرك أطرافه عن يمين مطلع الشمس من
حجر اليمامة ، أقول : ويبرين في غاية الوخامة ، وقد أخبرني من أثق به أن أهل تلك
البلاد يعتقدون أنه من أكل تمرها وشرب من مائها ونام في ظلها ، فإنه يحمّ لا محالة
، وتمرها يشبه برني المدينة.