من البحر المحيط الشماليّ إلى جهة الجنوب ، وله طول وعرض صالحان ، وورنك أمّة على ساحله.
ذكر بحر الخزر : هذا بحر ملح لا يتّصل بالبحر المحيط ، ولا بغيره من البحور المقدّم ذكرها ؛ بل هو بحر منفرد قريب من الاستدارة ، قال الشريف الإدريسي : طوله ثمانمائة ميل ، وعرضه ستمائة ميل ، وهو مدور الشكل إلى الطول ، وقيل : مثلّث الشكل كالقلع.
وعن القاضي قطب الدين : إن طوله من الشرق إلى الغرب مائتان وسبعون فرسخا ، وعرضه مائتا فرسخ ويسمى بحر الخزر ، وبحر جرجان ، وبحر طبرستان ، ونبتدئ فنصفه من جانبه الغربي ، ثم الجنوبي ، ثم الشرقي ، ثم الشمالي حتى نصل إلى جانبه الغربي من حيث ابتدأنا.
فنقول : إن غاية تغريب هذا البحر ، حيث الطول : ست وستون درجة ، والعرض : نحو إحدى وأربعين عند باب الحديد ، وهناك بالقرب من باب الحديد دربند شروان ، ثم يمتدّ جنوبا من باب الحديد أحدا وخمسين فرسخا ، وهناك مصبّ نهر الكر ، ثم يمتد البحر مشرّقا بانحراف إلى الجنوب ستة عشر فرسخا ؛ فيمر على موغان وهي من أعمال أردبيل ، ثم يمتد جنوبا ومشرقا حتى يبلغ غايته في الجنوب ، حيث العرض سبع وثلاثون درجة ، وهذا غاية ما يبلغه في الجنوب ، وطول جانبه الجنوبي المذكور سبع وسبعون قبالة أمل طبرستان ، وفي ساحله الجنوبيّ بلاد الجيل والديلم ، ثم يمتدّ البحر مشرّقا حتى يتجاوز بلاد الجيل إلى أبسكون وهي حيث الطول : تسع وسبعون وخمس وأربعون دقيقة ، والعرض : سبع وثلاثون وعشر دقائق ونهاية ما يبلغه في المشرق ، حيث الطول : ثمانون درجة ، والعرض : نحو أربعين ، عند جرجان وهي قريبة من البحر المذكور وفي شرقيّه المفازة التي بين جرجان وخوارزم ، ثم بعد نهايته الشرقية المذكورة يمتدّ شمالا ومغربا حتى يبلغ نهايته في الشمال ، حيث العرض