إلى ساحل مكران وقصبتها تيز التي طولها وعرضها ما ذكر وهو صح ، والعرض كدمه ، وعلى فم بحر فارس من بحر الهند الدردور وهي ثلاثة جبال يقال لأحدها : كسير ، والآخر : عوير ، والثالث ليس فيه خبر وماء البحر يدور هناك ، فإذا وقع فيه المركب كسره هناك ، قالوا : وهذه الجبال غارقة في البحر ويظهر منها القليل ويقع في جميع البحر الشرقي وبحر فارس المذكور المد والجزر في كل نهار وليلته مرتان : وهو أن يرتفع البحر نحو عشرة أذرع ثم يهبط حتى يرجع إلى مقداره الأول.
ذكر بحر القلزم : ولنبتدئ بذكره من القلزم وهي بليدة على طرفه الشمالي حيث الطول أربع وخمسون وربع وقيل : ست وخمسون ونصف ، والعرض ثمان وعشرون وثلث ، ويأخذ البحر المذكور من القلزم جنوبا بميلة إلى الشرق حتى يصير عند القصير وهي فرضة قوص حيث الطول تسع وخمسون درجة ، والعرض ست وعشرون ، ثم يأخذ جنوبا بميلة يسيرة إلى الغرب وذلك عند عيذاب حيث الطول ثمان وخمسون درجة ، والعرض إحدى وعشرون ، ثم يمتد في سمت الجنوب من غير ميلة حتى يصير عند سواكن وهي بليدة للسودان حيث الطول أيضا ثمان وخمسون درجة ، والعرض سبع عشرة ، ثم يمتدّ جنوبا حتى يحيط بجزيرة دهلك وهي قريبة من ساحله الغربي حيث الطول إحدى وستون درجة ، والعرض أربع عشرة ، ثم يمتد على سواحل الحبشة جنوبا ويصل إلى رأس جبل المندب وهو نهاية بحر القلزم الجنوبية عند فم بحر القلزم من بحر الهند ، ويتقارب جبل المندب وبر عدن ويبقى البحر بينهما ضيقا حتى يرى الرجل صاحبه من البر الآخر وهذا المضيق يسمى : " باب المندب".
وحكى لي بعض المسافرين : أن باب المندب دون عدن وهو عنها في جهة الشمال بميلة إلى الغرب على نحو مجرى وجبال المندب في بر السودان ، وترى جبال المندب من جبال عدن على بعد وهو غاية ضيق البحر هناك ، وعدن عن باب المندب في جهة الجنوب والشرق فهذا ما على جانب بحر القلزم من القلزم