وفي شرقي بلاد
القامانية جبل البجناك وهو معترض من الشمال إلى الجنوب ، يخرج منه نهران والشمالي
يغرب ويكون عنه بحيرة دورها نحو مائة ميل ، وعلى جانبها الغربي بجناكية وهي قاعدة
خاقان البجناك وهم أمّة من الترك يحرقون أنفسهم ويحرقون من وقع إليهم وهذه المدينة
حيث الطول قكه والعرض نه ـ ، وللبجناك جبل ثان ينعطف من الإقليم السابع ويمرّ
متّصلا بجبل السهروجية وينحدر منه نهر إلى بحيرة يكون عرضها مائة ميل وكذلك طولها
، وعليها وعلى النهر المذكور مدن البجناك خاملة الأسماء ويخرج من هذه البحيرة نهر
يمر مغربا إلى بحيرة أخرى عليها مدينة طيغوا وهي لملك من البجناك يحاربه صاحب
البجناكية ، مع أن الخاقانية عندهم متوارثة في عقبة وهي حيث الطول قل درجة والعرض
نب ل ـ ، وفي شرقي الجبناك الأرض المنتنة لا يقدر أحد على سلوكها إلّا بالروائح
الطيّبة وهي خالية ، وفي شماليها بلاد لسحرت وهم كفار لا يدخل إليهم أحد إلّا
قتلوه وشرقي ذلك الأرض المحفورة وهي مدورة عرضها أربعة أيام ، وكذلك طولها وزعموا
أنها مسكونة بقوم لا يقدرون على الصعود منها ولا يستطيع أحد النزول إليهم لبعد
عمقها ، ويشقها الجبل الكبير المعروف بسلسلة الأرض وحدّها الشرقي حيث الطول قمر ـ ل
ـ وحدّها الجنوبي في آخر عرض الإقليم السابع ، وفي شماليها بلاد الخفشاخ.
ذكر البيهقي أنهم
الذين صاروا يعرفون بالقعجاق وغربوا إلى بلاد القسطنطينية ، وكان لهم ملوك كثيرة
في المغرب ففرّق التتر شملهم وفي آخر ذلك انعطف الجبل المحيط بيأجوج ومأجوج يتصل
بالجبل المعروف بسلسلة الأرض ، قال ابن سعيد : وبلاد الباشقرد في الإقليم السابع
وهم ترك جاوروا اللمانيين على عهد متواثق ، وهم مسلمون من جهة فقيه تركماني نصرهم
بشرائع الإسلام ، وأكثر عمائرهم على نهر دوما وعلى جنوبيه قاعدتهم قرات حيث الطول
لط ـ كح ـ والعرض مو ـ مح ـ وهي مما دخله التتر وخربوه وأهلكوا