الجنوب ، قال ابن سعيد : نهر الهو ـ وهو من الأنهار التي ذكرها بطليموس ـ ينحدر من جبل الهو الذي جنوباه خلف خط الاستواء.
وهذا الجبل رأسه حيث الطول لب والعرض ط خلف خط الاستواء ، فيمتد من هناك إلى أن يجوز الخط بدرجتين ودقائق ويخرج منه مع خط الاستواء شعبة يكون طولها درجتين ويخرج من رأسها الغربي النهر المذكور ويلتوي إلى الشمال كالنون ، ثم يصبّ في النيل حيث الطول ب ل عن مدينة ملل بالميم ولام ، ثم لام ثانية التي هي من مدن الكفار المهملين وطولها كو ، وعلى شطيّ هذا النهر من مبتدئه إلى مصبّه مجالات نمنم وهم إخوة لملم في النسب ، وفي شرقيه جبل سامقدي وهو كبير مشرف فيه عقاقير ونبات من منافع تلك البلاد ، ويأوي إليه خلق من كفرة السودان المعروفين بسامقدي ، وطولها ل وعرضها ح ، قال ابن سعيد : وفي شمالي بلاد سحرته من النيل إلى البحر الخاسة ، وهم مذمومون بين أجناس الحبشة ، وقد اشتهر عنهم أنهم يخصون من يقع إلى أيديهم ويدفعون ذكور الآدميين في صدقاتهم ويفتخرون بذلك.
ومن شرقيهم إلى البحر سمهر ، وهي أرض يكون فيها القناء الطوال السمهرية وربما حصل بين بعض القناء هناك احتكام ، فيقدح نارا فيحرق منها طائفة وبهذه الأرض الكركدن وله قرنان في جبهته أحدهما أطول من الآخر وهو حيوان مفرد ، وأهل تلك الناحية يأكلون لحمه ، قال : وفي غربي مدينة بختة التي تنسب إليها الجمال البختية جبل الخماهن يوجد فيه حجر الخماهن وكان عند الفرس عزيزا ، يختمون به ويتداون بحكه بالماء أو بمصّه ، ويقال له : الصندل المعدني ، ويتداوى به من العلل الحارة ، وطول هذا الجبل مائة ميل من الشمال إلى الجنوب باعوجاج إلى المشرق ، وأول ما يلقاك من مدن الحبشة التي على بحر الهند من ساحله الغربي مدينة بطا ، قال ابن سعيد وهي مشهورة على ألسنة الحبشة الذين ببلادنا هي على درجتين من الخط ، وطولها سد ل وفي