الأوصاف والأخبار العامة
نبرزت : ومدينة نبزرت على نهر يجري في شرقيها وعليه المنازه ، ولها بحيرة حلوة في جنوبيها وبحيرة مالحة في شرقيها تصب كل واحدة منهما في الأخرى ستة أشهر فلا الحلوة تفسد بالمالحة ، ولا المالحة تعذب بالحلوة ... قال الشيخ عبد الواحد : وهي مدينة خراب ، والبحيرات بها حسبما ذكروا ... قال العزيزي في أمر البحيرتين المذكورتين : إنه إذا جاء الشتاء وكثرت السيول على البحيرة فاضت على المالحة ، ومدتها ، وإذا جاء الصيف قل المد عنها وغارت واشتغلت عن المالحة فتمد المالحة إلى أيام السيول ... قال الإدريسي : وطول المالحة ستة عشر ميلا ، وعرضها ثمانية أميال ، والحلوة أربعة أميال في مثلها ومن بنزرت إلى طبرقة سبعون ميلا وطبرقة حصن على البحر قليل العمارة وحوله عرب لا خلاق ، وبها مرسى للمراكب.
ومدينة رقاده : أبنية مستحدثة خارج القيروان وبالغرب منها استحدثها آل الأغلب لمعسكرهم ، وأقام برقادة المهدي أول الخلفاء الفاطميين حتى استحدث المهدية فانتقل من رقادة إليها ، وفي ذلك يقول بعض شعرائه : وكأنهم كانوا يعتقدون فيه الإلهية حل برقاده المسيح ، حل بها آدم ونوح ، حل بها الله ذو البرايا ، وما سوى ذاك فهو ريح.
قفصة : وعن ابن سعيد قال : وقفصة قاعدة مشهورة ، ولها النخل والفستق ... قال: ولا يكون الفستق بالمغرب إلا بقفصة وبها من الفواكه والمشمومات أنواع كثيرة ، ومنها يجلب دهن البنفسج وخل العنصل.
وتونس : قاعدة أفريقية ، وهي على بحيرة مالحة خارجة من البحر ، وبين ساحل البحيرة عند تونس وبين فمها عند البحر عشرة أميال ، وهو مسافة البحر عن تونس ودور هذه البحيرة نحو أربعة ، عشرين ميلا ... قال في