قال : ونزلته فرأيت فيه (٢٦٩ ـ ظ) راهبا أمرد لم تر عيني قط أحسن منه وجها وقدّا ، فسألته أن يجلس لأشرب على وجهه ، فجعل يسقيني ليلتي ، فلما قارب طلوع الفجر نهض الى صلاته ، فسمعته يقرأ مزاميره بصوت ما رأيت قط أشجى ولا أطيب منه ، فعلق قلبي به وتهيأ مسيره في غد فقلت :
رأيت البدر مجلوا بدير القائم الأقصى |
|
له عينان لحظهما مطاع الأمر ما يعصى |
على غصن يميل به رطب قد علاد عصا |
|
وأفئدة الورى وخدا تسير اليه أو نصّا |
ولم أر مثله بكمال لطف الحسن قد خصا |
|
فرصّ الحب في قلبي ملاحة لحظه رصا |
شربت بكفه بكرا كأن بكاسها خصا |
|
الى أن خلت أن الفجر في جنح الدجى لصا |
فقام ينص مزمارا بألحان له نصا |
|
كأن بقلبي الولهان من تذكاره حرصا |
قال : فانصرف ، وفي قلبي من حبه النار.
المغازلي :
روى بحلب عن المزني صاحب الامام الشافعي. روى عنه منصور الهروي ، وقد ذكرنا عنه حكاية رواها عن (٢٧٠ ـ و) المزني عن الشافعي في ترجمة منصور ابن عبد الله الهروي ، وأظن أن المغازلي هذا هو أبو بكر النيسابوري ، والله أعلم.