حتى تقول بأني |
|
أخطأت فيه صوابي |
فوثب البكثري لينصرف فأسر اليه ابن رومي شيئا كأنه أقام به العذر عنده ، ثم أقبل على الحلبي فعذله ووثب فوثبنا لوثبته فقال الحلبي :
ان كنت قمت لأن أقوم فبا |
|
ب دارك لي مناص (٢٦٤ ـ و) |
لي أن أردت مخلص |
|
منكم وما لكم خلاص |
لأجرحنك يا بن رومي |
|
بما فيه القماص (١) |
فلقد رأيت ابن رومي يضحك اليه ويمسح أعطافه وما يثنيه عن الباب شيء ، حتى خرج وخرجت أنا بخروجه ، فبصر بي الحلبي خارجا عن الدار فوقع لي عنده ذاك أحسن موقع فأنشأ يقول :
إنّ فضل الأديب ان حصّل |
|
الخلى على غيره لفضل مبين |
لم يطق حمل ما سمعت أبا بكر |
|
فبادرت والفؤاد ضمين |
لا تفكر في كان وارم بها الع |
|
رض وفكر إن شئت فيما يكون |
وقال : والله لأهجونه ، والله لأهجونه ، وكرهت أن أزيد في المعنى ، وانصرف على الجملة ، فكان اذا رآني والصبيان يعبثون به يقصدني فتهمني نفسي فيقول : سبحان الله حقك الحق الواجب ، حقك الحق الواجب ، فأتفادى منه ، وانصرف.
* * *
__________________
(١) أي حتى أذلك بعد عزك. القاموس.