وأدركته ولم أسمع منه ، وأنشدنا عنه (١٦٩ ـ ظ) ابن أخته أبو بكر بن أبي علي بن أبي سالم الحلبيّ.
أخبرني أبو بكر بن أبي علي السمسار الحلبي ، أن خاله أبا القاسم هذا توفي منذ خمسة عشر سنة ، وكان قوله ذلك لي في سنة خمس وعشرين وستمائة ، فتكون وفاته في حدود العشر والستمائة (١).
أبو القاسم الشيطمي :
واسمه نصر بن خالد ، وكان شاعرا مجيدا ، وهو أحد معلمي سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان.
روى عنه أبو الفرج الببغاء ، وقد ذكرنا في حرف النون بعض أخباره وشعره ، ولم نخل الكنى من ذلك ، لشهرته بالكنية.
قرأت في كتاب أبي القاسم عبيد الله بن عبد الرحيم الذي وضعه في أخبار الشعراء قال : حدثني أبو نصر بن نباتة قال : كان الشيظمي الشاعر أحد معلمي سيف الدولة ، وكان يتبسط عليه بدالة التربية والصحبة ولم يكن يجلس بحضرته غيره من أبناء جنسه وكان شيخا مبدنا لا يستطيع الوقوف ، وكان سيف الدولة كثيرا ما يمازحه ، فأنشده يوما :
والشيظمي اذا تنحنح للقرى |
|
حك أسته وتمثل الأمثالا |
فضرب بيده على فخذه وقال : ليس كذا علمك المعلم يا عزيز أبوه ، بهذا اللفظ غير معرب له ، وكان سيف الدولة ، على ما حكي يكايده (١٧١ ـ ظ) بما يفعله مع المتنبي ، ويقصد مغايظته ، وينفذ اليه في الليل من يدق عليه بابه ، ويزعجه ، بأن يقول له : اني رسول الأمير اليك ، فاذا تكلف الخروج اليه واستعلام ما حضر فيه ، قال له : ألست المتنبي؟ فيقول : لا ، ثم يعود عليه بالشتم ، وعلى من أنفذه ، وعلى المتنبي الذي ذكره.
__________________
(١) الترجمة التالية بالاصل هي ترجمة ابن السحلول ، وقد كتب المنصف بالهامش : ترجمة الشيظمي هنا ، كما وكتب بعد ورقة قبالة ترجمة الشيظمي : تقدم هذه الترجمة قبل ابن السحلول ، فأعدت الترتيب منفذا رغبته.