أبي الطيب بحلب مع جماعة من الشعراء ، فجمعت بينهما هذه الترجمة لتضمن الحكاية ذكرهما جميعا.
أخبرنا ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي ، وكتبه لي بخطه قال : اجتمع عند أبي الطيب بحلب أبو القاسم الناصبي ، وأبو العدل ، وأبو تمام الخراساني ، وأبو عبد الله الدنف ، وأبو الحسن المشعوف فأنشدهم أبو عبد الله الشبلي خادم المتنبي بيت أبي المنصور المكفوف المقدسي وسألهم إجازته ، وهو في أوله شين وآخره شين :
شبه الهلال على غصن منعمة |
|
بيضاء ناعمة في كفها نقش |
فبدر أبو الحسن المشعوف فقال :
شفت بطلعتها من كان ذا نسك |
|
فالقلب منه لما قد ناله دهش |
ثم قال أبو القاسم الناصبي :
شغل المحب عن اللذات إن عرضت |
|
والصب بالوصل منها كان ينتعش |
ثم قال أبو العدل : (١٣٠ ـ ظ)
شهدت أن هواها لست تاركه |
|
حتى أموت وإن أودى بي الطيش |
ثم قال أبو تمام الخراساني :
شوقي إليك شديد غير منتقص |
|
كأنّ في القلب أفعى فهو ينتهش |
ثم قال أبو عبد الله الدّنف :
شيئان فيها لعمرى فيهما عجب |
|
وجه جميل وفعل كلّه وحش |
ثم سألوا أبا الطيب القول فقال :
شمس تلوح على وجه تروق به |
|
ما شانه كلف فيه ولا نمش (١) |
__________________
(١) ليس في ديوان المتنبي.