ثم إنه انفصل عن أبي المعالي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة في شهر رمضان بأولاده وأسبابه وتوجه الى بغداد ، واسمه يونس بن عبد الله بن نانا ، وقد ذكرناه.
أبو صالح بن المهذب المعري :
وهذا غير أبي صالح محمد بن علي بن المهذب الذي كان في عصر أبي العلاء ابن سليمان ، فإن هذا متأخر العصر بعد الخمسمائة.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي الفنكي بدمشق ، قال : أنشدنا مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ لنفسه ، وذكرنا أنه قالها على لسان الشيخ أبي صالح بن المهذب رحمه الله ، وكانت فيه حدة مع فضل وعلم وتقى ، وكان نزل بشيزر فريق من العرب معهم جارية اسمها شوق مستحسنة ، وكتب الابيات ورمى بها نسخا بشيزر ، فوقع منها بيد الشيخ أبي صالح رحمه الله ، فقامت قيامته ، ولم يدر أحد من عمل الابيات ، فقال له الشيخ العالم أبو عبد الله بن يوسف المعروف بابن المنيّرة ، رحمه الله ، وهو مؤدبه : هذه (١١١ ـ ظ) الابيات التي قد رميت ما يحسن يقولها إلا أنا أو القاضي أبو مرشد بن سليمان ، أو أنت ، وأنا وأبو مرشد ما قلناها ، وما قالها غيرك وهي :
قولا لريم في حلة العرب إليك |
|
أشكو ما يصنع اسمك بي |
بما استجازت عيناك سفك دمي |
|
وأخذ قلبي في جملة السلب |
لولاك والدهر كله عجب |
|
ما خفرت فيّ ذمة العرب |
جارك أولى برعي ذمته |
|
ان أنت راعيت حرمة الصّقب (١) |
هذا هوى كنت في بلهنية |
|
عنه فيا للرجال للعجب |
أيسترق الكريم ذا النسب ال |
|
واضح عند مستعجم النسب |
ويحمل الثار من به خور |
|
عن احتمال الحجال والقلب |
__________________
(١) الجوار. القاموس.