يقرأ الحديث في مجلسه ، فسألت عن ذلك ، فقيل لي ذكر أنه سماعه وأخذنا نسخة فقرأناه عليه ، فلما دخلت نيسابور ذكرته للحسن السمرقندي فقال : هو دجال من الدجاجلة ، كان يسمع علي من حديث اسماعيل الصابوني ومن في طبقته ثم يسقطني من البين ، ويثبت في كتابه عنهم.
قال المؤتمن : ثم بلغني أنه دخل مصر ، وكان أيام المستنصر ، فترفض وعمل أحاديث في فضائل أهل البيت ، وسأل المستنصر أن لا يبقي في البلد أحد ممن يتسمى بالعلم إلا ويحضر مجلسه ، فأكرهوا على ذلك حتى الحبال الحافظ.
أبو سعد بن مالك :
كان من أهل الحديث بحلب وسماه أهل الحديث (٩٤ ـ ظ) أنسا ، فكانوا يدعونه أنس بن مالك.
نقلت من خط الحافظ المفيد أبي عبد الله محمد بن يوسف البرزالي : فيما كتبه عن الفقيه العالم أبي نزار ربيعة بن الحسن بن علي اليمني : سمعته يقول : كان بحلب رجل يقال له أبو سعد بن مالك ، فسموه أهل الحديث أنس بن مالك ، وكان أيضا بهمذان رجل يقال له أبو بكر بن الاسقع ، فقيل له : ما اسمك؟ فقال : أبو بكر بن الاسقع ، فسمي بواثلة بن الاسقع (١) ، وهو كبير السن شيخ.
أبو سعد بن المفضّل بن عبد الرزاق بن أبي حصين :
حكى عن أبيه أبي الفتح المفضل ، روى عنه بعض أدباء معرة النعمان.
قرأت في جزء بخط بعض الادباء من المعريين : حدثني القاضي الاجل هلال الدولة ، أبو سعد بن أبي حصين بمعرة النعمان ، قال : حدثني والدي أبو الفتح المفضّل بن عبد الرزاق بن أبي حصين رحمه الله قال : كنا في بعض أعياد الضحية قد صلبنا وأكلنا الطعام ، فسقط علينا طائر على جناحيه كتاب وفي رجليه زردتان من ذهب فمسكناه وفضضنا الكتاب ، فوجدنا فيه مكتوب : سرّح هداه الله بعد النحر من مكة عمرها الله ، وقد علمنا أنه لا يصل الى مطاره في يومه ، فمن وقع عنده
__________________
(١) واثلة بن الاسقع من الصحابة الاجلاء.