قال ابن الملحي : وكتب إليّ يوما :
يا من اذا ما البليغ الحبر جاذبه |
|
حبل الفصاحة منسوب الى النوك |
وأين الأولى غمر الأحرار فصاهم |
|
حتى لقد أصبحوا مثل المماليك |
الواهبي كل مصقول ومسمعه |
|
وكل أجرد كالسرحان محبوك |
قوم اذا ترك الأمجاد مكرمة |
|
فمجدهم لسواهم غير متروك |
ما زلت تدأب في العلياء تعمرها |
|
مجاهدا في طريق غير مسلوك |
دعوتنا دعوة بالأمس معجزة |
|
فثن لا تجعلنها بيضة الديك (١) |
أبو الرضا بن اللعيبة :
الحلبي ، شيخ حسن مستور ، عنده ذكاء وفطنة وحسن محاضرة ، وجميل معاشرة وصناعة جيدة فيما يعمله بيده ويتكسب به وكان يعمل السروج وغيرها ويشبهها بالكلاهي (٢) الذي يجلب من الصين ، وصان بذلك ماء وجهه ، وكان قليل الاختلاط بالناس مشتغلا بما يعنيه ، وكان عنده فضل وأدب وينظم شعرا حسنا ، اجتمعت به ولم يتفق لي سماع شيء منه ، وأنشدني شهاب الدين أبو جعفر يحيى بن خالد بن محمد بن القيسراني قال : أنشدني الرضي أبو الرضا بن اللعيبة لنفسه : (٨٩ ـ و).
ولما نزلنا بالمحصب من منى |
|
غداة أفاض الجمع من عرفات |
تذكر كم قلبي فأضحت مدامعي |
|
عليكم تجيد الرمي بالجمرات |
توفي أبو الرضا بن اللعيبة بحلب بجبل بانقوسا ، وكان قد سكن فيه (٣).
أبو رضوان بن سعيد :
المصيصي المؤدب ، واسمه اليمان وقد تقدم ذكره في حرف الياء ، روى عن محمد بن حمير ، روى عنه عمر بن محمد الأسدي ، وعبد الله بن زياد بن خالد المعروف بابن أبي سفيان ، وأبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدنيوري.
__________________
(١) تاريخ دمشق لابن عساكر : ١٩ / ٢٥ ـ ظ.
(٢) الرصاص القلعي هو الكلهي وكذلك السيوف القلعية. المعرب للجواليقي : ٢٧٦.
(٣) تبع هذا سطر فراغ بالاصل لعله كان سيذكر فيه تاريخ الوفاة.