قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    بغية الطلب في تاريخ حلب [ ج ١٠ ]

    124/464
    *

    يقول : سمعت أبا عمرو عثمان بن سعيد الاسدي يقول : قصدت زيارة أبي الخير التيناتي ، فلما حصلت عنده رمى اليّ حبلا ، فقال : خذ هذا فاصعد الجبل فاقطع حزمة حطب فبعها بدانقين فتقوت بدانق وتصدق بدانق ، فقلت : قد ضاقت خزانة مولاي حتى أحمل الحطب وأطعم عباده (٧٩ ـ و) فصاح وقال : الحلال ، ثم القرآن ثم الله عز وجل ، فبالحلال يستعان على القرآن ، وبالقرآن يعرف الله عز وجل.

    أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن محمد بن يوسف ـ فيما أذن لنا أن نرويه عنه ـ قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي قال : أخبرنا حمد بن أحمد قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت غير واحد ممن لقي أبا الخير الاقطع ، ان سبب قطع يده انه كان قد عاهد الله ان لا يتناول بشهوة نفسه شيئا مشتهى فرأى يوما بجبل لكام شجرة زعرور ، فاستحسنها فقطع منها غصنا ، فتناول منها شيئا من الزعرور ، فذكر عهده وتركه ، ثم كان يقول : قطعت عضوا فقطع مني عضو (١).

    أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي ـ في كتابه ـ قال : أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال : أخبرنا أحمد ابن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي ابن أحمد بن الفضل قال : حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني قال : حدثنا بكير بن محمد قال : كنت عند الشيخ أبي الخير بالتينات فبسطني بمحادثته لي بذكر بدايته الى أن تهجمت عليه ، فسألته عن سبب قطع يده ، وما كان منه فقال : يد جنت فقطعت ، فظننته أنه كانت له صبوة في حداثته من قطع طريق أو نحوه مما أوجب ذلك ، فأمسكت ، ثم اجتمعت معه (٧٩ ـ ظ) بعد ذلك بسنين مع جماعة من الشيوخ فيهم أبو الحسن علي البغراسي ، وأبو سليمان التل سابي ، وأبو جعفر الجبّائي ، وابراهيم بن امام راغب ، فتذاكروا مواهب الله عز وجل لاوليائه وأكثروا ذكر كرامات الله عز وجل لهم ، الى أن ذكروا طي المسافات ، فتبرم الشيخ بذلك فقال : كم يقولون فلان مشى الى مكة في ليلة ، وفلان مشى في يوم ، أنا أعرف عبدا من عبيد الله عز وجل حبشي ، كان جالسا في جامع اطرابلس

    __________________

    (١) حلية الاولياء : ١٠ / ٣٧٨.